.. صليت في المسجد وقرأ الإمام قول الحق سبحانه وتعالى: ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وسمعت بعض الحضور يسأل: هل توجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الصلاة عندما يأتي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فاختلفت الأقوال، وعند مطالعتي لعدد ذي القعدة وذي الحجة من مجلة «البحوث الإسلامية» وجدت لسماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ جوابا شافيا على نفس السؤال إذ يقول سماحته: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند سماعك من يصلي عليه، أو عند سماعك لذكره أمر مطلوب شرعا، وقد أكدت النصوص من الكتاب والسنة على ذلك قال الله تعالى: ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) سورة الأحزاب : الآية 56، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا» ، رواه الإمام مسلم، والإمام أحمد، وفي حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال: «صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: آمين، آمين، آمين، قال: إن جبريل أتاني فقال لي يا محمد رغم أنف امرىء ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله فقل آمين، فقلت: آمين، ورغم أنف رجل أدرك أبويه كليهما، أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة فأبعده الله فقل آمين، فقلت : آمين، ورغم أنف امرىء أدرك رمضان فخرج فلم يغفر له فأبعده الله فقل آمين، فقلت : آمين» ، رواه البزار. وروى الترمذي والإمام أحمد نحوه عن أبي هريرة رضي الله عنه، إذن فالوعيد الشديد على من ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم عنده ولم يصل عليه، توعده الله أن يبعده الله ويرغم أنفه، فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره أمر مطلوب شرعا للمسلم.. ولكن إذا كنت تصلي وأنت مشغول بالقرآن في الصلاة، أو مشغول بأذكار الصلاة من الركوع والسجود وغيرهما، وسمعت من يذكر اسم محمد صلى الله عليه وسلم فلا تترك ما أنت عليه وتصلي عليه، لأن في الصلاة شغلا عن غيرها.. فاللهم صل وسلم وبارك وأنعم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.