يشكل الإعلام الجديد بقنواته المتعددة والمتاحة، والتي انتشرت بشكل كبير، مثل برامج اليوتيوب التي حققت رواجا وانتشارا ومتابعة عند كثير من الناس، مثل (لا يكثر، ايش اللي، التاسعة إلا ربع، يطبعون)، تشكل هذه البرامج نقلة نوعية في تعزيز حرية التعبير وإيصال الرأي لأكبر عدد من الناس دون قيود أو موانع. بل إنها أعطت الشباب القائمين عليها بجهود فردية جبارة، ثقة بالنفس، وإيمانا بقدراتهم على التحليل والاستقصاء والنقد الذاتي، حيث إنهم أثبتوا أن الخبرة التي يتم التركيز عليها في من يعملون في الإعلام التقليدي لا تتفوق على الممارسة والتعليم المستمر، بل إن هذه الخبرة هي المولودة الحتمية والشرعية للعمل والممارسة، ومن العوامل التي أعطت هذا النوع من الإعلام قبولا واستمرارية، أنه لا تتحكم فيه ذات العوامل العائقة التي نجدها في الإعلام التقليدي كالتحرير والطباعة والرقابة والتوزيع، مما يؤدي إلى بطء تداول المعلومة في زمن السرعة، وإلى عجز القوالب التي تتيحها الرقابة عن استيعاب هذا الكم الهائل من الأفكار والمقترحات والآراء التي يطمح الشباب إلى عرضها ومناقشتها ودراسة إمكانية تطبيقها. أستغرب بقاء سياسة الإعلام التقليدي التي أثبتت تأخرها في ظل وجود هذه القنوات، حيث المساحات الشاسعة والممتدة من حرية الرأي والتعبير، والتي لا يمكن مصادرتها إلا بعد أن تكون قد وصلت إلى من يهمهم الأمر. لذلك يجب علينا تبني هذه الأفكار القيمة والنيّرة التي يطرحها الشباب في مثل هذه البرامج والاستفادة منها وتطبيق ما يمكن تطبيقه على الواقع، فالمجتمع بحاجة إلى مثل هذه الأفكار الناهضة الفتية التي تساهم في رقي المجتمع وتحضره.