كتب الزميل طارق الحميد في صحيفة ""الشرق الأوسط"" مقالا بعنوان ""من رفسنجاني إلى الطابور الخامس""، تعليقا على تصريحات السيد أكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مصلحة تشخيص النظام الإيراني، الذي اعترف فيها بأن مشكلة التوتر في العلاقات بين الرياضوطهران منبعها المتشددون في بلاده، كما انتقد المسؤولين الإيرانيين عندما يدلون بتصريحات ""متشددة"" حيال السعودية دون أن يفكروا في العواقب، مؤكدا على الدور السعودي القوي وتأثيره على المستوى العالمي. ورسالة رفسنجاني لا توجه للطابور الخامس فحسب، بل توجه كذلك إلى اللوبي الإيراني في السعودية، الذي ما فتئ يبحث عن الأعذار والمبررات لكل استفزاز يقوم به نظام طهران ضد الرياض، لكنه الآن لا حول له ولا قوة وهو يرى أحد أركان الثورة الإيرانية ورأسا من رؤوس النظام ينتقد سياسة بلاده العدوانية تجاه السعودية، بينما من يعيشون بين ظهرانينا ويدّعون وطنيتهم وخوفهم على مصالح بلادهم، لا يرون إيران إلا جارا ذا نوايا طيبة كما الحمل الوديع، وتحميل بلادهم مسؤولية العلاقات المتوترة، وما موقفهم من حادثة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير إلا مثال صارخ ودليل فاضح على رغبتهم في معاكسة خط السير مهما كانت خطورته، طالما أنه لمصلحة إيران وضد السعودية! خذ عندك، كتّاب سعوديون لا يستلذون بالكتابة إلا عبر صحف محسوبة على طهران ويغمزون من طرف قرارات الحكومة السعودية، مثقفون يتركون كل قنوات ""العالم"" ولا يهاجمون بلادهم إلا عن طريق قنوات إيرانية الهوى، بل الأشد وطأة أولئك المدافعون عن إيران وسياستها، وهجومهم، بطريق غير مباشر، على سياسة بلادهم، ومن أين؟ من خلال الصحف السعودية ذاتها، فما قولهم جميعا الآن، عندما يخرج ركن من أركان النظام الإيراني ليعترف بأن بلاده هي التي تستعدي الرياض، وأن المسؤولين الإيرانيين، لا المسؤولون السعوديون، من يصنع هذا التوتر في المنطقة بأكملها؟ وتنامي اللوبي الإيراني مشكلة لا تخص السعودية وحدها، فاللوبي الإيراني في البحرين تمسكن كثيرا حتى تمكن وتحول إلى لاعب رئيسي في المعادلة السياسية، وكذلك اللوبي الإيراني في الكويت، ينمو ويزدهر موجها سهامه، نيابة عن إيران وأذنابها، ضد السعودية تحديدا، من أمثال صالح عاشور ومحمود حيدر وعبد الحميد دشتي، وقطر والإمارات وعُمان ليست ببعيدة عن باقي دول الخليج. إذن هي مشكلة خليجية نراها تستفحل ولا علاج أو مسكنات لها حتى الآن، الجميع يتفرج على ازدهار صناعة اللوبيات الإيرانية في الخليج دون استشعار مدى خطورتها. الزميل طارق الحميد طالب الطابور الخامس بأن ""يخرسوا"" بدلا من تزييف الحقائق، لكنهم لن يفعلوا ذلك ولن يتوقفوا أبدا عن تخرصاتهم ودفاعهم عن إيران، فهدف اللوبي الإيراني الحقيقي، ليس كما يزعمون، علاقات أفضل مع نظام الملالي، بقدر ما هو مناكفة لكل سياسة تقوم بها بلادهم. ما فعله رفسنجاني أنه فضح اللوبي الإيراني في السعودية قبل أن يفضح متشددي بلاده.