اعترف رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام بالاقتراح على الخميني «لحل المشكلة مع أمريكا من خلال تحسين العلاقات معها، لأنه في حال عدم إيجاد الحل إبان حياة الخميني، فإن الأزمة ستتفاقم في المستقبل». وأثار الاعتراف ضجّة كبيرة في إيران، وصرّح «علاء الدين بروجردي» رئيس لجنة الأمن القومي وسياسة البرلمان الخارجية بأنه «لا يحق لأي كان اتخاذ القرار حول العلاقات مع أمريكا عدا المرشد خامنئي». ويذكر أن بروجردي ونجله متهمان بالضلوع في اختلاس نحو ثلاثة مليارات يورو التي هزّت إيران مؤخراً. وبيّن المسؤول في حزب المؤتلفة «حميد رضا ترقي» أن رفسنجاني يعتقد دائماً أن الحوار مع أمريكا كفيل بحل جميع مشكلات البلاد، واتهم رفسنجاني بفاقد البصيرة كونه لا يمتلك تصوراً دقيقاً حول السياسات الأمريكية. وقال إن نجاد وغيره من المسؤولين قد تطرّقوا إلى فكرة الحوار مع أمريكا من قبل، إلا أن القرار الأخير يعد من مشمولات المرشد دون سواه. وتناول البرلمان الإيراني تصريحات رفسنجاني ووزّع على جميع الأعضاء ورقة تعرب عن موقف خامنئي من أمريكا، ورد فيها نقلاً عن الأخير «أولئك الذين يلوّحون بالحوار مع أمريكا، إما أنهم يجهلون أبجديات السياسة، أو أنهم أخطأوا بتدوين أبجديات الكرامة». ومع توتر العلاقات الإيرانية – الأمريكية، وإطلاق الأخيرة عدّة حزمات من العقوبات ضد إيران طالت للمرّة الأولى قطاع النفط وعدداً من البنوك، فإن مثل هذه التصريحات لا تخرج عن كونها مجرّد بالونات اختبار لجس نبض الموقف الأمريكي، على غرار تلك التصريحات المتعلقة بقبول إيران الحوار حول الجزر العربية الإماراتية الثلاث ثم نفيها كمناورة للاستهلاك الداخلي وإثارة حفيظة المعارضة الإيرانية وإمكانية التفافها حول النظام.