لا أعتقد أن برنامجاً تلفزيونياً يستطيع اليوم أن يباري أو يبز (ساعة) داود الشريان التي تمتلئ دقائقها بأضعافها من الأسئلة الملتهبة حول كل ما يخص قضايا المجتمع السعودي المختلفة. تحفظي الجزئي البسيط هو على التوقيت الذي يصادف صلاة العشاء مما يفقده كثافة المتابعة، أما التحفظ الأهم فأهديه للزميل العزيز كي يرفع بوصلته نحو كل الاتجاهات والمناطق والشرائح السعودية، كي يكون البرنامج متحدثاً بهموم المجتمع بتنوعه وشموليته. أتمنى على الصديق الغالي ألا يكتشف بعد زمن أن برنامجه يحمل اسماً ضمنياً اسمه (الواحدة مع داود) وهو يكرس جل القضايا ويختار كل الضيوف ويستنبط القصص من قلب المدينة الغالية (الرياض)، وكأنها (المدينة الواحدة) التي تختصر كل القضايا ويسكنها كل المسؤولين وتستأثر بكل الضيوف والمتحاورين. أتمنى من الزميل العزيز ألا يقع في مطب الإخوة من الماكينة الإعلامية المصرية الشقيقة التي كرست كل قضايا مصر وهمومها في مجرد مساحة القاهرة الكبرى حتى تحولت هذه القاهرة لا إلى مجرد دلالة مصرية، بل حتى لزمة لغوية أصبحت فيها مصر هي القاهرة، والقاهرة كلها مصر. وحين شاهدت الثامنة الأخيرة مع داود وهو يتحدث عن ضحايا الحوادث المرورية ويستعرض الأرقام المخيفة من هذا الطغيان الدموي، حسبت أنه سيقابل ضيوفاً من الاتجاهات الأربعة كي يناقشوا قصص الشوارع المنسية وتصور البلديات المختلفة عن تنظيم الشوارع وسفلتة المواقف وتخطيط الحركة المرورية، لكنني فوجئت به وبضيوفه وهم يحشرون ما أسموه (مخرج9) على دائري الرياض وكيف كان هذا المخرج قصة مرورية.. سمعتهم يتحدثون عن عدد رحلات السيارات في الرياض وهي تصل اليوم إلى سبعة ملايين حركة يومية، ودهشت لأن مدينة الملايين الخمسة لا تنقل من ركابها عبر النقل العام سوى أقل من 2% . كل هذه قصص تستحق بلا شك دائرة النقاش، ولكن في عنوان واضح يخص مثل هذه القصة ولا يضيع وقتنا نحن الآخرين الذين يغرينا العنوان العريض فإذا بنا به مجرد مشاهدين على الهامش. أود من زميلي العزيز أن يكون عنوانه واضحا قبل الحلقة حتى يعرف كل فرد أين نحن من القصة، مثلما أريد منه أن يضبط عنوان البرنامج إلى (الثالثة عشرة مع داود) فنحن من حوله ثلاث عشرة منطقة، هو صوتنا الأعلى في جل قضايانا الوطنية وهمومنا التنموية المشتركة.