الحمدلله. أخيرا تنفس البنات الصعداء وبدأن يمارسن بعض أنواع الرياضة، بل إن هناك خبرا عن مشاركتهن في أولمبياد لندن، كما أعلن الأمير نواف بن فيصل خلال اجتماعه بلجنة من مجلس الشورى. وكانت بعض الجامعات صرفت نظرها وانتباهها عن تحفظات وجدليات رياضة البنات وسمحت لهن بممارسة كرة السلة وغيرها في أقسامهن النسائية. وقد فعلت خيرا بهذا الإجراء، الذي تعطل كثيرا لأسباب ومسوغات ما أنزل الله بها من سلطان. كانت هذه المسألة ولا تزال في جزء منها تقف، مثل كثير من المسائل، عند باب سد الذرائع. ورغم اشتداد طرق البنات على هذا الباب، في السنوات الماضية، ليتاح لهن كمخلوقات طبيعية أن يمارسن الرياضة مثلهن مثل الرجال، وضع القوم في هذه الأذن طينا وفي الأذن الأخرى عجينا. ولم يعيروا أدنى انتباه لخطورة بقاء البنات بلا رياضة وأثر ذلك على أجسادهن وصحتهن. ما كان يبدو مهما، وما هو محل جدل إلى الآن، أن لبس البنت لملابس الرياضة وممارستها مدخل إلى الفتن، ما ظهر منها وما بطن. ولا نعلم حقا من أين ستأتي هذه الفتن إذا كانت البنت تمارس رياضتها أمام بنت مثلها. لقد كانت نتيجة هذا التعطيل المتعمد لحق البنات في ممارسة الرياضة مأساوية، حيث انتفخت الأجساد وتشوهت، وفقدت المرأة السعودية، في الغالب، رشاقة جسمها التي هي جزء من طبيعة وحضور المرأة على وجه العموم. الآن وقد تأخرنا في إعطاء المرأة حق ممارسة الرياضة، آمل أن تدشن كل المدارس والجامعات المزيد من الأنشطة الرياضية وتحث البنات على ممارستها، من أجل صحة جسدية ونفسية أفضل. كما آمل أن تفتح نواد رياضية نسائية خاصة تمكن المرأة من ممارسة الرياضة، التي هي حق طبيعي وبديهي في حياتها.