رجلان من هيئة الأمر بالمعروف ... الأول التقطت اسمه الأول من البطاقة الزرقاء التي لا نخرج من الأبواب إلا بها ، وكنّا نتحسسها كالقلب، كان اسمه خالد، الآخر لم أتمكن من معرفة اسمه لكنه في العشرين أو أقل أراه يومياً ب "بشته" الأدهم يمر من أمام الناس بسمرته اللطيفة، ، توقفا قبل أن يغلق المعرض أبواب ختامه بساعة أمام الجناح، وناداني أحدهما، سلّم علي، وسلمت عليهما، ابتسما فابتسمت، قالا لي وكانا يتسابقان في القول: " استروا ما واجهتوا ونعتذر إن قصرنا في حقّكم ونراكم على خير بإذن الله والله يوفقنا ويّاكم"! صمتوا فسكت ولم أسمع أجمل من هذا الوداع ليلتها، قلت كلاما لهما لكنه أقل بكثير من مبادرتهما وابتسامتهما. سألني رجل يجلس معي عادةً بعد أن صرت أرى ظهريهما يمران على دور النشر بيتا بيتاً، ماذا قالا لك ؟ قلت: إنهما يسلّمان عليك ويعتذران، رغم أنه لم يبدر منهما إلا التسامح والمحبة، ويبلغانك السلام لأنهما لم يستطيعا الوصول إليك بسبب الزحام فابتسم وذهب يبحث عنهما ليشكرهما، فسلام على هذه المحبة لله وللناس في قلبيهما النظيفين. سألني رجل يجلس معي عادةً بعد أن صرت أرى ظهريهما يمران على دور النشر بيتا بيتاً، ماذا قالا لك ؟ قلت: إنهما يسلمان عليك ويعتذران، رغم أنه لم يبدر منهما إلا التسامح والمحبة، ويبلغانك السلام لأنهما لم يستطيعا الوصول إليك بسبب الزحام فابتسم وذهب يبحث عنهما ليشكرهما، فسلام على هذه المحبة لله وللناس في قلبيهما النظيفين. الدكتور ناصر الحجيلان ...كلما مررت صامتاً بيننا وأنت تتابع ما تفعله وفريق عملك، حضر الهدوء على طاولة وحضّر لنا الشاي ومدّ يده، شهادة للتاريخ، هذه الدورة من معرض الكتاب لا مثيل لها، فشكراً ستصبح في الكتابة أقل مما تستحق. الدكتور صالح الغامدي... سلامٌ عليك وأنت تتقبّل الانتقادات بقلب الأخ الكبير وتنظر إلى نجاحك بثقة. الأستاذ عبدالله الكناني ... جالسٌ ، قائمٌ يتفرّع من رأسك العمل والنَّحل. إدارة المطبوعات، يتناثر التعب منكم ويلتقطه يوسف ليهدئ من روعنا ، هو المحبُّ الذي يحاول أن يقول لنا مالا يقال بالتفاتته وحركة يديه ونذهب لنشذب قناعاتنا ونعرف أنه سيعود ليتسامح أكثر مما فعل، هذا هو معدنه. الناشرون... هذه هي الرياض مهما قسَت ومهما وقف حارس أمن بالباب لمنع الشاي ومهما قلّت أكياس تعبئة الكتب، ومهما كان الزحام إلا أنها عشرة أيام تدسّ غبطتها تحت الأجنحة. الأصدقاء ...لا تعذروا انشغالاتنا أبداً ، كنتم تستحقون أكثر، لكننا كنّا نتهرب منكم بصراحة ربّنا . النّاس.. كنتم كثيرين إلى درجة أن كلمة "عائلة" لوصفكم عاجزة عن وصف هذا الحشد من الوعي. أما الأصدقاء الذين أطلقوا الرصاص، فهذه رعونة تستحق الشفقة. لم يكن متوقعاً كل هذه الخديعة التي تطلون بها وجوهكم بسخاء.