الدكتور حنيف...هكذا يقولون عنه في مستشفى الصحة النفسية بعرعر ويمطون له شفاههم بغباء أهلين الشاعر: حنيف. ولم ترتبط ذهنيتهم بالدكتور حنيف سوى ان ذاكرتهم المهترئة لاتحمل من الشعر والاسماء سوى بيت (فقير) موغل في الوحشة يلقونه بوجه حنيف وهم يرددون: خمسة عشر فنجال لحنيف صبيت: ويسارع الدكتور حنيف بتوفير العناء عليهم بأكمال بقية البيت ويتطوع بحب: لوان بطنه زربة كدملاهااي (قربة قد ملاها) ويضحك الجمع. عندماوصل من الهند بعد ان قضى اجازته التي وهو يهديني ديوانه الجديد الذي ترجم له بالعربي وعنوانه:بعيدا عن الوطن. ويطلعني كذلك على مجموعة الصور التي كانت ملتقطة له برفقة(راجيف غاندي )ووزراء الهند ومسؤوليها على امتداد عمره. ويطلعني على صورة وهي تملا جرائد الهند والكتابات النقدية حوله التي صنفته على انه(خليفة محمد إقبال)تلك الهند العظيمه التي أخرجت الشعراء والعلماء مثل (ابي الكلام)الذي لوقدر له ان يمر على اطفال (حارتنا)لسمعتهم يصيحون خلفه (ابو....). حياته وسيرته: درس الدكتور(حنيف شاه خان ترين )في اشهرجامعات الهند(عليجراه)وحصل على شهادة الماجستير في الطب ثم سافر الى المملكه عام 1983ليعمل طبيبا ثم مديرا لمركز (الجديدة الصحي )بمنطقة الحدود الشماليه. اخذ يكتب قصائده من الغربة ويعايش بها هموم الناس والمهم على الصعيد الاسلامي والانساني حتى ذاع صيته بين شعراء(الاردية )من خلال ماينشره من شعر في اشهر مجلات تلك اللغه في شبه القارة الهندية. فأصدر مجموعته الاولى عام 1992م بعنوان (رباب صحرا) وفي عام 1995 اصدر مجموعته الثانية (كتاب صحرا)او(بعيدا عن الوطن ). وقد قالا عنها كل من البروفسور جوفي تشاند والاستاذ شمس الرحمن فاروقي (انهادليل على معرفة واسعة وعميقة في الشعرالاردي الحديث). ثم اخرج الدكتور عام 2001م مجموعة شعرية اخرى وفي عام 2004م اخرج مجموعة اخرى تتضمن قصيدة طويلة حول فلسطين وانتفاضتها وخصه مجمع اللغة الاردية في دلهي بمنحه جائزة الشعر لعام2005م. نماذج من شعره: من اولاء الابطال الذين انطلقوا حاملين جثثهم على اكتافهم وماكان الجوع ليشغلهم واضاءوا شمعة الحق في الارض الجدبة تصيح ارواح اولئك الذين انتهكت اعراضهم وتململت بطونهم وغارت بالجوع لقد اجتمعت الالهة الغربية ومناصروا اليهود في البوسنة. كما اجتمعوا على نهر الفرات وموارد سويسرا في ظل الاممالمتحدة.وثاروا على المسلمين. فالخير اقول وليعلم الخونة الذين يطلقون النار على المناضلين المافعين عن ممتلكاتهم ودياناتهم ويجوعونهم...ويعطشونهم ان سيأتي زمن بأكفانهم. فيا ايها الصليبيون الخير كل الخير ان تخضعوا امام هؤلاء واستسلموا على ايديهم لأنهم امناء الجهاد الاسلامي واصحاب اليقين ولاتستطيع القوى الباطلة...اخضاعهم.. هذا هو صديقي الدكتور حنيف والذي كان يستقبلني عندما يعود من(الهند )بأحضانه وقبلاته التي تطيح (بعقالي ). او ه...انت مايعرف ايش اسوي هناك... لازم تروح معي (الهند )اذا انت ماتشوف كشمير...انت ماشفت (دنيا). فأقول له اهلا بك في (عرعر )كشميرنا الصحراوي التي فجرتك شعرا مالم تفعله بك (كشمير )يادكتور... اضحك عليه...واضحك منه... واكتفي بمصافحة هذا الرجل الذي يقبع في زوايا(مستشفى الصحة النفسية بعرعر)لايحفل به احد. زارني ذات مرة وهو يتحدث عن طيبة سمو امير المنطقه الامير/عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد الذي اهداه بعض اصداراته والتقط معه الصور التذكارية ليضمها الى البومه الضخم وقلت له اولئك هم الناس الناس يادكتور الذين قلوبهم تتسع لكل ماهو مؤمن ومحب لهذه الارض....ولاغرابة !! تحدث عن حلمه بإقامة (مدرسة للبنات )... يابوعمر المشكله الحقيقية (الجهل )ايش فلوس...مالها قيمة.. لأقول له يادكتور ان الشعراء والانبياء كتب الله عليهم (الشقاء) بين اقوامهم... وانت شاعر عظيم. لو كنت شاعر شعبي(بائس) لدخلت ابواب (الجهل )وربحت (المليون)....فسلام عليك.