عاشق أنا للحرية؛ لذلك تعودتُ في كل عيد أن أشتري خروفاً ثم أطلق سراحه .. هذا العام هرب مني خروف العيد دون أن آذن له، فتوجهتُ إلى قسم الشرطة لعمل شكوى بأوصافه .. شرحتُ للضابط “خميس” قصة الخروف الهارب، فسألني “هل له أعداء؟”.. قلت “لا”، “هل بينه وبين أحد خلافات؟”.. قلت “لا”، سألني “هل عليه ثأر؟”.. قلت “لا”، ثم سألني “هل شاهدت رجل أعمال يحوم حول الخروف في الفترة الأخيرة؟”.. قلت له “هناك رجل أعمال يحوم حول المنزل منذ فترة لشرائه وهدمه وبناء برج”.. فطلب مني أوصافه، ورقم سيارته، وصورة الخروف.. وسألني “هل تستطيع أن تتعرف على الخروف؟”.. قلت له “إنني أستطيع أن أخرجه من بين ألف بقرة”، فأخرج لي مجموعة من الصور لمجرمين هاربين وممثلي السينما لأتعرف عليه، فلم أجده.. فصرفني من ديوان القسم بكفالة لحين عرضي على النيابة. وفي اليوم التالي جاءتني إشارة من القسم بسرعة الحضور لاستلام المسروقات.. دخلتُ على الضابط الذي قال لي مثل أرشيميدس “وجدتها”، ثم عرض أمامي تلفزيوناً ومسجلاً وحلق ذهب وفانوس سيارة نقل وسخان مياه.. وسألني “هل خروفك المسروق في هذه الأشياء؟”.. فأشرت على الحلق الذهب، وقلت للضابط “نعم، هذا هو الحلق الذهب الذي كان الخروف يرتديه عندما هرب”.. فابتسم الضابط، وأمسك جهاز اللاسلكي وصرخ “إلى جميع الكمائن ومراكز الشرطة، مطلوب القبض على خروف يسير في الشوارع بدون حلق ذهب!”.