هذا العنوان المثير جدا، ستجده منتشرا هذه الأيام بكثرة، في كافة مواقع التواصل الاجتماعي والتي يأتي في مقدمتها (تويتر فيس بوك). والإثارة هنا لا تتوقف فقط عند حدود العنوان بل تتعداه بكثير لتصل إلى حيث المضمون، فهذا شاب يدعي بأنه كان ليبراليا سابقا يقول في معرض اعترافاته المنسقة: كنت أنا وشركائي في الفكر الليبرالي نزعم أن لنا منهجا واضحا نسير عليه وننطلق من مبادئه وقوانينه وإن هذا المنهج يقوم على جملة من الرغبات الروحية والأمنيات الشهوانية لا أقل ولا أكثر !؟. فيما تقول امرأة تدعي بأنها ليبرالية سابقة في سياق اعترافاتها المرتبة: إن الهم الأكبر في لقاءاتي معهم كان دعم صغار الليبراليين بالمال وفتح صحف إلكترونية لهم والمتابعة المستمرة للمشايخ المشهورين وتسجيل جميع حلقاتهم التليفزيونية لضربهم إعلاميا في حالة ارتكابهم خطأ لفظيا أو فتوى نستطيع تحريفها عن سياقها!، وآخر هؤلاء المنشقين عن هذا الفكر، كاتب مرموق يعلنها بصريح العبارة ويقول: (الليبرالية .. بوابة لكل عدو) !؟. كانت هذه بعضا من الاعترافات المنسوبة إلى أناس يدعون بأنهم كانوا لعدد من السنين أعضاء في جماعة الفكر الليبرالي (وتفهما مني لدور الرقيب اخترت منها الأخف حتى يمكن فسحه) والحقيقة أنني لا أنكر بشكل عام حق أي شخص في العدول عن أي فكرة كانت تسيطر عليه إذا ما تبين له مع الأيام أنها خاطئة أو لم تكن مبنية في الأساس على مبادئ ورؤى صحيحة، فكما كانت له الحرية في تبنيها يفترض أن يكون له مطلق الحرية في الخروج منها دون أذى، على أن لا يعود من جهته (ويفعل بالغير ما لا يرضاه على نفسه) حين يحاول جاهدا إيذاء أفراد تلك الجهة صاحبة الفكر الذي كان ينتمي إليه، فيبدأ بالإشارة إلى حرفين من اسم الشخص المعني بالكلام (وهي طبعا كافية لمعرفته) ثم يسرد بإسهاب عددا من الادعاءات المرسلة بحقه (دون تقديم الأدلة الكافية) متكئا في ذلك على نهم الشارع وحقد المعارضين الذين يبدؤون في احتواء ذلك العضو السابق وشحذ هممه وتهيئة المنابر الإعلامية له ليقول ما يملكه من أسرار وما لا يملكه !؟. الغريب هنا، أن الشخص الذي يدلي بما يسميه (اعترافات) يكون عادة (محط إعجاب) أفراد المجتمع وبمنأى عن لومهم وتأنيبهم، فيما تنصب عبارات الاستهجان والدعاء على الشخص الآخر المنسوبة إليه الأفعال المخالفة، مع أن الإقرار أو الاعتراف بالفعل لا يتعدى أثره الشخص المقر به ولا يكون مثبتا إلا عليه، أما ادعاءاته ضد الغير فتحتاج أولا إلى سماع أقوال المدعى عليه وتحقيق دفاعه الكامل حولها. وثانيا تحتاج إلى تقديم أدلة قوية ودامغة لتأكيد وقوعها.. وغاية ما يتمناه أي إنسان منصف: أن تباشر الجهات المختصة إجراءاتها النظامية الهادفة إلى مساءلة كل من يدعي على الغير أي فعل مخالف يمس الثوابت المتعلقة بالدين والوطن، فإما أن يثبت فعلا صدق ما يدعيه فيعاقب الفاعل (كائنا من كان) وفقا للنظام ! وإما أن يتبين زيف وبطلان ادعاءاته فترتد عليه المساءلة ويحل به العقاب، لقاء تسببه في زعزعة الأمان وإثارته الضغائن وتأليبه الرأي العام وتشويهه سمعة الآخرين لمجرد الظهور والكلام !؟.