قضيت خلال الأيام الماضية عدة أيام بين أغلى الأصدقاء وخير الجلساء في ممرات معرض الرياض الدولي للكتاب الذي كان رائعاً في تنظيمه ورواده والمشاركين فيه في ظلال المعرفة الوارفة، ورغم اعتراضي على شعار المعرض (الحياة ..قراءة) واقتراحي أن يقلب رأساً على عقب فيكون (القراءة ..حياة) لأني أرى أن الحياة ليست قراءة فقط!! ولكن القراءة حياة لمن لا حياة له، ففيها حياة الفكر وحياة الأمم، ولكن لا يهمنا الشعار بقدر ما يهمنا الفعل فقد وجدنا بين جنبات المعرض عددا من الضوال التي كنا نبحث عنها منذ زمن والتقينا فيه عددا من الأحبة الذين نلتقي بعضهم لأول مرة ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر زميلنا الرائع بداح السبيعي والكاتب الكويتي المعروف طلال الرميضي . والحقيقة أن أول ما اتجهت إليه هو جناح وزارة الثقافة لأرى بعض ما وعدنا به وكيل الوزارة الدكتور ناصر الحجيلان من مشاريع والحقيقة أني سررت حين شاهدت الإصدار الأول من سلسلة (تراث شعبي) وهو بعنوان:(مثل شعبي في قصة) من تأليف الأديب الكبير سعد البواردي وقد تضمن قصة حوالي ثمانين مثلاً شعبياً ورغم أنها ليست فكرة جديدة ولكن أسلوب الأديب البواردي القصصي أضاف لها بعداً جمالياً ، والطريف أن وكيل الوزارة تحدث في تقديمه لهذا الإصدار عن كونه ضمن سلسلة (تراث لغوي) في حين أن عنوان السلسلة في غلاف الكتاب (تراث شعبي)!! ورأيت أيضاً خمسة إصدارات ضمن السلسلة الجديدة (الكتاب للجميع) وهي عبارة عن مختارات من كتب لكبار الأدباء الراحلين للجهيمان من أساطيره الشعبية وللسباعي من أيامه وللجاسر من سوانحه ولمشري من زهوره ولمحمد صادق دياب 16 حكاية من الحارة. ونحن نبارك لوكالة الوزارة للشؤون الثقافية هذه الإصدارات ونشكر لها نشاطها ولا زلنا ننتظر بقية السلاسل والإصدارات التي وعدنا بها الدكتور الحجيلان. ومن الكتب الجديدة ذات العلاقة بالشعر النبطي كتاب (تاريخ الشعر النبطي) للأستاذ إبراهيم الخالدي الصادر عن دار جداول وهو كتاب جديد في فكرته كعادة صديقنا في أفكاره التقدمية في جميع إصداراته، والكتاب عبارة عن مدونة زمنية لأهم أحداث الشعر النبطي في ألف عام خلال الفترة (10002011م). ومن الأحداث الجديدة والجميلة أيضاً صدور كتاب (محمد العوني: تاريخ جيل وحياة رجل) الذي ألفه الأديب الراحل فهد المارك وظل حبيس الأدراج سنين طويلة رغم أهميته في ترجمة حياة شاعر كبير ومثير كالعوني حتى انبرى له محمد المشوح واعتنى بمراجعته فنشر هذا العام عن طريق دار الثلوثية للنشر والتوزيع، وقد قدم للكتاب شيخنا الفاضل محمد بن ناصر العبودي والأستاذ الأديب عبدالرحمن بن زيد السويداء، والكتاب جاء في مجلد واحد وسبعة عشر فصلا ويتناول سيرة حياة العوني ولا يوجد فيه من الشعر إلا مختارات محدودة وسيكون لنا حديث عن هذا الكتاب في قابل الأيام بإذن الله. ومن الكتب الجديدة أيضاً كتاب عن أحد شعراء الحماسة المعروفين عند أهل القصيم عامة وعند أهل بريدة خاصة رغم أنه لم ينل من الشهرة ما يستحقه رغم جودة شعره وهو الشاعر(علي الحميدة) حيث قام الأخ عبدالله بن عبدالعزيز الحميدة بالترجمة للشاعر وجمع قصائده في كتاب لطيف سماه:(من شعراء بريدة وفرسانها:علي الحميدة آل أبوعليان) ونشرته دار الثلوثية أيضاً. وفي الأسبوع القادم لنا لقاء في معرض الكتاب أيضاً.