انباؤكم - د. سعد بن عبدالقادر القويعي سيضيف التاريخ إلى قائمة العنصريين , اسما جديدا يُدعى " نتنياهو " , إذ لم تكن تعليقاته العنصرية على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك " , بعد حادثة اصطدام حافلة مدرسية في القدس - قبل أيام - , والذي لقي فيها "10 " أطفال مصرعهم , وأصيب أكثر من "40 " آخرين ، حيث عبّر عن ارتياحه , بأن : " كل القتلى فلسطينيين , وأنّه يتمنى الموت لكل العرب " ، متسائلا : " حول السبب فى تقديم المساعدة إليهم ؟ " . لم يكن تصريح رئيس الحكومة " نتنياهو " , العلامة الأولى على الطابع العنصري لدولة إسرائيل , ولن يكون آخر البراهين على ذلك . فالتصريح أظهر حقدا دفينا , وكراهية للفلسطينيين , والعرب , الذين يمثلون له أعداء الماضي البعيد , والأمس القريب , واليوم , والغد . وهو أدنى مستوى من الإنسانية , يمكن أن يصل إليه تفكير رئيس حكومتهم . فالتصريح - مع الأسف - , لا محرك له سوى الحقد الأعمى , لا يتعدى - كونه - نوعا من الإسقاط النفسي ؛ لبذاءته هو , وعصابته على كل العرب . تصريحا كهذا , - ومثله - تصريحات مساعديه الذين لم يزيلوا تلك التعليقات , أو يتبرأوا منها ، بل قام مستخدمون آخرون إسرائيليون على صفحة " الفيسبوك " الخاصة بالشرطة الإسرائيلية , بنشر تعليقات أخرى , مثل : " عظيم ، أصبح الآن هناك إرهابيون أقل " ، أو " أتمنى أن يكون هناك المزيد من هذه الحوادث كل يوم " ، أو " أنهم إذا ما كبروا سيكونون إرهابيين , فمن الأفضل القضاء عليهم من الصغر ". , سيؤجج العنف في المنطقة , وسيظهر تعاليا على كل من هو غير يهودي . كما أنه سيدلل - مرة أخرى - على أن الدولة الإسرائيلية , تغرق أكثر فأكثر في العنصرية ؛ من أجل تقزيم الصورة العربية في الذهنية الإسرائيلية , وصهره في جميع بقاع الدنيا , والعمل على سفك المزيد من دماء الفلسطينيين , الأمر الذي يستدعي من أصحاب العقول , التصدي لتلك السياسات البغيضة . ليس غريبا - والحال كذلك - , أن يكون المجتمع الإسرائيلي مؤسسّا على العنصرية البغيضة , حينما لا يراعى الحرمات , ولا يحفظ العهود , أو المواثيق . فما نقرؤه عبر تصريحات ساستهم , أو نشاهده على أرض الواقع , هو نتاج لعملية تراكمية لفكر , وثقافة تنشئة , وتربية , وتحريض متواصل ؛ من أجل تحقيق الهدف الصهيوني الأول , وهو إقامة وطن قومي صهيوني , وتجسيد قيم الثقافة اليهودية . إن حملة الكراهية ضد العرب , والفلسطينيين , لا تخدم مصالح الإسرائيليين , الذين يحتاجون إقامة علاقات مع جميع أطراف المعادلة في المنطقة , دون الاستثمار في الضغائن ضدهم , أو الانزلاق نحو الظلامية . ومثل هذه التصريحات , هي رسائل واضحة تحمل في طياتها تعميق الكراهية البغيضة , ورفض خيار التسوية , رغم ادعاء إسرائيل , أنها واحة الديمقراطية , مع أنها " القاتل , الجلاد " حتى النخاع , والتي بنتيجة سياساتها في المنطقة , ستزيد التعبئة العنصرية في مجتمعاتها . وستؤجج الصراع الديني في وقت يسعى العالم بقيادة عقلائه ؛ لعقد المؤتمرات , وتجسير الفجوة مع الآخرين , فهل يعي " نتنياهو " معنى ما قاله ؟ . د . سعد بن عبد القادر القويعي [email protected]