ليلة الجمعة حضرت حفلا رأيت فيه أجمل الفتيات “صغيرات وكبيرات” وأقبلت هي سمراء ذات جاذبية واضحة يتزين وجهها بغمازتين تزيدانها (ملحا) عانقتني وهي تقول ضاحكة : ألم تكتبي عني مقالا بعد ؟! إشارة إلى حديث سابق بيننا عن كتابة مقال عنها كنا نتحدث فيه على سبيل الدعابة، لكنها بعد أن ابتعدت عني وضاعت في زحمة الوجوه الجميلة والأناقة الواضحة لفتيات وسيدات كثر، بدأت أتأمل ذلك الجمال الأصيل وأرى تلك الفتاة في الثلاثينيات من عمرها وأخرى في الأربعينيات وتلك المطلقة التي اختارت أن تحتفظ بعواطفها لأبنائها. كلهن لا ينقصهن شيء من الجمال والأخلاق والعفة والثقافة والعلم، لكنهن لم يرتبطن بعد، لأنهن يفضلن أن يحظين بزوج يقدر هذا كله ويستحقه، لا أن تكون مجرد وسيلة للهروب من زوجة سابقة أو الاستمتاع بها لساعات تحت اسم المسيار أو غيره. (دانة) هي رمز لكل فتاة أو امرأة مطلقة اختارت الوحدة، لأنها لم تجد من تطمئن إليه على نفسها وعلى أولادها بعد أن ارتبطت بمن لم يقدر نعمة الزوجة الودود الولود، أو بمن اعتقد أن مجرد وجوده في حياتها مكسب لها فلترضى به كيفما جاء وبأي سلوك تعامل معها به هؤلاء لم يرتبطن ليس لأن المهور غالية أو غيرها من الأسباب الواهية التي ما عادت تسمن ولا تغني ولا تحل إشكالا.. لكنهن تطورن كثيرا وسريعا بطريقة لم يستوعبها الزمن في المقياس الاجتماعي، فلم تعد كل فتاة تسعى اليوم للزواج من أجل الزواج، وإلا كان الزواج بالنسبة لها هروبا من حياة سيئة مع أسرتها. أما البقية فلا يمانعن البقاء عزباوات، لكن مع كثير من الكرامة والثقة. ذات الرداء الأحمر وليكن اسمها (دانة) هي رمز لكل فتاة أو امرأة مطلقة اختارت الوحدة، لأنها لم تجد من تطمئن إليه على نفسها وعلى أولادها بعد أن ارتبطت بمن لم يقدر نعمة الزوجة الودود الولود، أو بمن اعتقد أن مجرد وجوده في حياتها مكسب لها فلترضى به كيفما جاء وبأي سلوك تعامل معها به، فبعض الرجال يجرؤ على التقدم لأكثر الفتيات تميزا بالجمال والعلم والأخلاق والدين ويعتقد أنها هي الفائزة بهذا. أما هو فالأمر بالنسبة له مجرد زواج سيتعامل معه بما يمليه عليه خلقه ليصحو يوما ويجدها ترفض هذا كله لأنها فقدت العامل الأهم في الحياة الزوجية.. التقدير والاحترام واحتمال المسئولية الأسرية بكل ما فيها معنويا وماديا وكثيرا ما يتفوق الجانب المعنوي على المادي. مازلت مستغرقة في تأمل وجوه الفتيات وأنا أشعر بالشرخ الاجتماعي الكبير الذي حدث في مجتمعنا فيما يتعلق بموضوع تكوين أسرة صالحة مستقرة تسهم في نمو المجتمع ولا تضع العراقيل في دربه بسبب فشلها وانتهائها بالطلاق الذي يحز بسكينه كل الأطراف : الزوجة والزوج والأبناء. نعم.. الأرقام مخيفة إذا استعرضنا أعداد المطلقات وغير المتزوجات من تجاوزن الثلاثين من أعمارهن، لكن هذا لا يعيبهن، بل يعيب المجتمع الذي كلنا نشترك فيه لكن الأصوات العالية فيه لمن يدعون إلى تحطيمه أكثر وأكثر إذا ادعوا أن الزواج فقط تواصل جنسي لا أكثر!! كل تلك الوجوه الجميلة والأجساد المترفة الأنوثة الطاغية الأناقة لها عقل أسهمت به في بناء المجتمع معلمة أو إدارية أو طبيبة أو ربة بيت .. قدمت نفسها على طبق من حب لأبنائها فقط .. فماذا قدم لها المجتمع سوى التفكير الرخيص فيها ؟!