عزيزة المانع - عكاظ السعودية لقد سررت وأظن هناك غيري أيضا سر بما اتسم به الملتقى الثقافي الثاني المنعقد بالرياض خلال الأسبوع الماضي، من مرونة وانفتاح وما حظيت به بعض جلساته من توفيق ونجاح، فنحن في أشد الحاجة إلى دعم النشاط الثقافي وتحريك أرضه الساكنة، فالتنمية الثقافية في المجتمع جزء من التنمية العامة على وجه التحديد. ومن نافلة القول إن الترحيب بإقامة مثل هذه الملتقيات والتشجيع لها، لا يعني عدم تقييمها والإشارة إلى ما تخللها من خير أو شر، وصواب أو خطأ، فبالتقييم الحق يمكن تحسين الإنجاز وتطويره، إلا أن التقييم الصادق لا يدخل ضمنه إلقاء الاتهامات جزافا، وليس منه تضخيم الأخطاء الفردية وتعميمها لإلصاقها بالجميع. تحدث الأستاذ صالح الشيحي في صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر فقال: «ما يحدث في بهو ماريوت على هامش ملتقى المثقفين عار وخزي على الثقافة»!! عبارة كبيرة وثقيلة أو كما يقال عادة ملغومة!! هذه العبارة تتهم المثقفين جميعا، وتجعل بهو ماريوت وكرا للخزي والعار وتظهر المثقفين والمثقفات وملتقاهم المنعقد وكأنه لم يكن سوى غطاء للتدثر به من أجل ممارسة الخزي والعار!! لسوء الحظ أو حسنه، لم أزر الماريوت أثناء انعقاد الملتقى، ففاتني أن أرى ما رآه الأستاذ الشيحي لأعرف ماذا يعني ومن يعني بعبارته تلك. ولأني لم أحضر وغيري كثيرون الذين لم يحضروا، فإن من حقنا على الأستاذ الشيحي أن يفصح بالضبط عما رأى فأثار غيرته وحميته وجعله يقذف بتلك العبارة النارية لتحرق الملتقى ومن حضره أو شارك فيه ؟! إن القول بأن «ما يحدث في بهو ماريوت على هامش ملتقى المثقفين عار وخزي على الثقافة»، إتهام للمثقفين جميعا نساء ورجالا، وتشويه للنشاطات الثقافية المقامة بمشاركة الجنسين يتضمن تعريضا بالنساء والرجال معا، ولخطورة ما قيل فإنه يحتاج إلى كثير من التوضيح. فإلقاء التهم جماعيا وتلطيخ الثقافة والمثقفين والمثقفات لمجرد وقوع فرد أو اثنين في تصرف غير صحيح، (هذا إن حدث)، هو ليس من الحق ولا من العدل، ومن واجب الأستاذ صالح أن يخبرنا بالضبط عما رأى فأثار غضبه واستياءه؟ إن إبهام العبارة وغموضها يجعل كل امرئ يفسرها وفق ما يرسمه له خياله، بدءا من تخيل مجرد جلسة تجمع الجنسين حول فنجان قهوة، وانتهاء بالتقاط مشاهد غرامية مخزية، فماذا حدث بالضبط أيها الأستاذ الفاضل؟! لابد أن تذكر ما رأيت بالتفصيل، فأنت شاهد والشاهد مؤتمن، أما أن تمسك بقلمك وتمضي في إثارة الشبهات وتشويه صور الحاضرين والحاضرات دون تحديد، فذلك ليس من خلق المثقف.