هايل العبدان - الوطن السعودية لم أكن أعلم أن لدى السادة أعضاء مجلس الشورى مواهب أخرى، إلا بعد أن كشفت جلسات الأسبوع الماضي أنهم يتمتعون بحس عال من الفكاهة، لدرجة أنهم أدرجوا ضمن جدول أعمالهم توصية رفع الحد الأدنى للمعاش التقاعدي إلى 3 آلاف ريال قبل أن يطرحوها أرضا ليؤكدوا في اليوم التالي أن توصية الأمس كانت "مدَاعبة"، ويصوتوا لأخرى مشابهة ترفع المعاش التقاعدي إلى 4 آلاف ريال! لكن يبدو أن نفَََس "خفة الدم" لديهم قصير، إذ قلبوا المسألة "جد" بتلك الجلسة، فعزموا على ألا يخرجوا من مولدها بلا حمص، فأقروا وبأغلبية ساحقة توصية تطلب منحهم وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، ولسان حالهم يقول "التوصية اللي تستحي منها بدّها"! أعتذر لأعضاء "الشورى" إن حز في نفوسهم عدم تقبل المواطن لمقلب الجلسة الأولى بروح رياضية، لكن بودي أن أعرف ما الذي يشفع لهم ليطالبوا بمنحهم وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى؟ فلم أسمع مثلاً أن أحدهم افتدى بروحه كما فعل الشهيد فرمان خان عندما أنقذ 14 شخصا من غرق سيول جدة، ولم ينقل لي أن قام عضو "شوروي" بعمل بطولي كالذي فعلته معلمات مدارس براعم الوطن بجدة بإنقاذ طالباتهن من الحريق. هذه الأمثلة مُنحت الوسام المنشود ولم تطلبه! إن كانت كل توصية سيصوت لها عضو "الشورى" بمقابل (فوق ما يحصلون عليه) فذلك يعني أنه سيكلف مستقبلاً لإقرار رفع معاش التقاعد إلى 5 آلاف ريال طلب منحهم وشاح الملك فيصل أو وشاح الملك عبد العزيز، وسيرتفع سقف الطلبات كلما ارتفع الحد الأدنى لمعاش المواطن التقاعدي، فيطالبون مثلاً بمنحهم قلادة الملك عبد العزيز عند رفعه إلى 6 آلاف ريال، أما إذا تكرموا وأوصوا برفعه إلى 7 آلاف فأعتقد أنهم لن يقبلوا بأقل من قلادة بدر الكبرى الأرفع بين الأوسمة السعودية. والمشكلة تبدأ بعد ذلك، فمن أين نأتي لهم بأوسمة وقد استهلكوها؟! بعيدا عن المزح.. من يستحق الوسام ليس عضو "الشورى"، بل المواطن لصبره عليهم!