•• لم يمض سوى بضعة أيام فقط على زيارة وزير الاستخبارات الإيرانية «حيدر مصلحي» للمملكة وكذلك على تصريحات المسؤولين الإيرانيين الإعلامية عن أوضاع المنطقة وضرورة دعم الاستقرار فيها وضرورة تحمل دولها مسؤولية تحقيق هذه الغاية.. •• أقول.. لم تمض أيام.. إلا وبدأ العمل على إجراء مناورة بحرية إيرانية في مضيق هرمز ابتداء من اليوم وتستمر لمدة عشرة أيام.. مقترنة بتصريحات إيرانية نارية تؤكد مجددا على أن إيران قادرة على إغلاق هذا المضيق الحيوي الدولي الهام وقت تشاء. •• ولعلكم تذكرون اللغة العقلانية التي انطوى عليها بيان القمة الخليجية في الرياض مؤخرا.. وبما يفتح الباب أمام إيران لمد اليد وإثبات حسن النوايا.. وبدء مرحلة جديدة من التعاون بيننا وبينهم.. وليس العكس. •• لكن الإيرانيين.. بدلا من ذلك.. مضوا في سياستهم التي لا توفر الحد الأدنى من العمل على إعادة بناء الثقة.. وتهيئة الأجواء لتعاون حقيقي خلاق يبدأ بالاتفاق على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ونحن الخليجيين في البداية ويقوم على توقف إيران عن المضي في تناقضاتها تجاه تعاملها مع دولنا وشعوبنا بدليل ما يحدث من تدخلات ملموسة في سوريا ضد إرادة الشعب.. وعلى حساب المبادئ الإيرانية المعلنة بأنها تقف إلى جوار الشعوب.. وآخرها تصريحات الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الإيرانية والتي دعا فيها إلى «الاستجابة لمطلب شعوب المنطقة وتجنب اللجوء إلى العنف معها».. •• وإذا كان إسراع إيران في إنجاز هذه المناورات البحرية الضخمة هو بمثابة الرد على دول مجلس التعاون الخليجية بالرغم من لغة بيانها التصالحية.. ونواياها الطيبة تجاهها.. فإن إيران تقدم دليلا جديدا على أنها غير مستعدة لأي تغيير جوهري في سياساتها وأجنداتها وتوجهاتها وذلك شيء محزن وغير مطمئن.. وليس لدول المنطقة وشعوبها من رد عليه إلا بالمضي في المزيد من بناء القوة الخليجية المتمكنة وعلى كل المستويات.. وتسريع الخطوات نحو تحقيق مشروع الاتحاد الخليجي في أقصر مدى ممكن دون الاستسلام لأي عقبات.. أو مثبطات.. * ضمير مستتر: [** القوة.. لا تواجه إلا بالقوة..]