فاصلة: ((غالبا ما تكسف الحقيقة، ولكنها لا تنطفئ أبدًا)) - حكمة عالمية- التقرير الذي نشرته مجلة ساينس العلمية الأمريكية والتي زعمت فيه شراء جامعتي الملك عبد العزيز والملك سعود المراكز المتقدمة التي حصلتا عليها في التصنيفات الأكاديمية العالمية خلال فترة قصيرة.. يفتح الباب على مصراعيه لتغيير سياسة تقييم التعليم لدينا والقيم التي نرتكز عليها في مخرجات التعليم. أن يكون بعض المجتمع متعلقاً بالمظاهر في حياته اليومية وحريصاً على رأي الآخرين وتقييمهم يختلف عن أن تحمل سياسة التعليم ورؤاه هذه القيمة التي تشكل استراتيجيتها. أتفق مع الدكتور عبدالله الغذامي في تصريحه لجريدة المدينة بأن «ما نشر في مجلة «ساينس» يسيء إلى سمعة جامعة الملك سعود وأن أهمية استفتاء رأى الطلاب عن الأداء الأكاديمي للجامعة مهم لأنه محور التقييم الفعلي وليس التصنيفات العالمية التي تشترى بالأموال الطائلة كما نشر في المجلة وتناقلته الصحف المحلية». تعاملنا مع قضية جامعتي الملك سعود والملك عبد العزيز لا يخرج عن إطار تعاملنا مع كل قضايانا، فعلى مدى ثلاث سنوات ماضية كانت الصحف تنشر الاتهامات الموجهة لجامعة الملك سعود بأنها تقوم بشراء الأبحاث العلمية مقابل الصعود على سلالم التصنيفات الأكاديمية العالمية مثل تصنيف ويبوميتركس وشانغهاي، خاصة التصريحات الإعلامية للدكتور محمد القنيبط ومقالات الدكتور عبدالقادر الحيدر، ولم يكن هناك اهتمام بالقضية من قبل المسئولين والآن تنشر هذه الادعاءات على مجلة أكاديمية عالمية. والسؤال الذي يطرحه المواطن الذي يتعلم في الجامعة ووالداه يحرصان على تعليمه فيها ما هو المهم لمستقبل هذا الطالب أن تصنف جامعاته ضمن التصنيفات العالمية أم أن يكون الطالب متطورا من الناحية العلمية والبحثية؟ أعتقد أن على الجامعتين الآن تفنيد هذه المزاعم حرصا على سمعتها فما عاد يجدي نفعا تجاهل الانتقادات والبحث عن الإطراء. نحن في مواجهة مع أنفسنا قبل أن نواجه الانتقادات.. نحن في مواجهة مع عصر المعلومات الذي لا يمكننا فيه أن نحجب الحقائق.