سلمان بن محمد الجشي - الاقتصادية السعودية يعد ديوان المظالم في المملكة هيئة قضاء إداري مستقلة، يرتبط مباشرة بالملك، كما يعد الجهة المسؤولة عن الفصل في المنازعات الإدارية والتجارية والجزائية وتأديب الموظفين وغيرها من المهام القضائية، حيث سعى الديوان منذ إنشائه، إلى توفير أمثل الأساليب لتيسير سبل التقاضي في مجال اختصاصاته، من خلال الدوائر القضائية في فروعه (المحاكم الإدارية حاليا)، وبصدور الأنظمة الجديدة للقضاء في المملكة في عام 1428 للهجرة، أعيد تنظيم أجهزة القضاء في المملكة، وأصبح التقاضي متاحا على درجتين، كما أن الاختصاص النوعي للقضاء الإداري بالديوان ومحاكمه توسّع بعد انتقال الدوائر التجارية والجزائية إلى القضاء العام ليشمل القضايا المتعلقة بنظم الخدمة المدنية، والقضايا المتعلقة بنظم التقاعد المدني ومستخدمي الحكومة والأجهزة ذوات الشخصية المعنوية العامة المستقلة أو ورثتهم والمستحقين عنهم، إلى جانب القضايا المتعلقة بنظم الخدمة العسكرية، والقضايا المتعلقة بنظم التقاعد العسكري، والقضايا المتعلقة بدعاوى إلغاء القرارات الإدارية، بما في ذلك القرارات التي تصدرها جمعيات النفع العام وما في حكمها، إضافة إلى تلك المتعلقة بدعاوى التعويض عن قرارات أو أعمال جهة الإدارة، والقضايا المتعلقة بدعاوى العقود، التي تكون الإدارة طرفا فيها، والمتعلقة بباقي المنازعات الإدارية، وتلك الخاصة بدعاوى طلبات تنفيذ الأحكام الأجنبية وأحكام المحكمين الأجنبية، والقضايا المتعلقة بدعاوى التأديب، إلى جانب الاختصاص التجاري والجزائي، الذي يتولاه قضاء الديوان حاليا. ولكن للأسف مع كل هذه الاختصاصات والشمولية، ما زال معظم المواطنين على مختلف أعمالهم وشرائحهم، يجهلون أن الديوان جهاز قضائي، هدفه تحقيق العدالة والنظر والفصل في القضايا والمنازعات، التي تكون الجهات الإدارية طرفا فيها، بما يؤدي إلى حصول كل ذي حق على حقه، كما أن الكثير منهم أي الموطنين لا يلجأون إلى هذه الجهة القضائية في حال وقع عليهم ظلم من أي جهة، لاعتقادهم بأن ما يقوله المسؤولون هو الصحيح، حتى لو لم يقتنع أو يصدق المواطن في قرارة نفسه بما صدر عن هذا المسؤول، كما أن إحجامهم عن اللجوء إلى ديوان ينبع من خوف شخصي في أن يأخذ المسؤول في الجهة المراد مقاضاتها، الأمر بشكل شخصي بينه وبين هذا المواطن، وهذا غير صحيح، حيث يحق للمواطن أن يتقدم للديوان لرفع الظلم عنه في أي وقت وعن أي مجال. إن ثقافة ديوان المظالم هي ثقافة يجب تقبلها والبدء فيها وغرسها من الطفولة في المدارس، وقد رأيت بنفسي كيف تعامل المدارس الأمريكية الطالب وتعطيه الفرصة للدفاع عن رأيه ووجهة نظره وكيف يتقبلونه ويوجهونه، ويجب أيضا على المسؤول تقبلها والاقتناع بها، كما يجب على جميع الجهات الإدارية، التي نصت الأنظمة على قيام قضاء الديوان بالنظر والفصل في الدعاوى المرفوعة ضدها، وأن تعرف جيدا مهمة الديوان، وأن يدرك ممثلوها مسؤوليتهم أيضا، وأن تعطى الأولوية لخطابات الاستدعاء وطلبات تزويد الديوان بالمستندات اللازمة للنظر في القضايا، حيث يمكن للقضاء الإداري سرعة البت في القضايا على وجه عادل. ومن هذا المنبر الصادق أتمنى من الجهات المختصة إعلاميا تعريف هذا الديوان واختصاصاته للعامة، والتوعية بأهدافه، وإعداد برامج إعلامية تعريفية بديوان المظالم ومهماته وأنظمته والخدمات التي يقدمها، بما يسهم في ترسيخ الصورة الذهنية الجيدة عن ديوان المظالم لدى مختلف المواطنين والمقيمين والجهات الحكومية والمستفيدين من خدماته، إلى جانب السعي إلى تعريف أفراد المجتمع بما تحقق على يد الديوان في مختلف القضايا والنزاعات.