عبد الله باجبير - الاقتصادية السعودية ليست هذه أول مرة أتعرض فيها لهذه القضية الاجتماعية الخطيرة، وأقصد الأحكام البديلة ولا أفهم لماذا لا يستجيب عدد من القضاة لإحلال الأحكام البديلة بديلا عن السجن أو الجلد، خصوصا وقد أوضحت دراسة أن عقوبة الجلد هي الخيار الأول لدى القضاة، ولو أن بعض القضاة واتتهم الشجاعة فحكموا بأحكام بديلة لأنهم رأوا أن هذه الأحكام البديلة في مصلحة المتهم من جانب، ومن جانب آخر في مصلحة المجتمع. لكن ما الأحكام البديلة لعقوبة الحبس أو الجلد؟! هناك أمثلة لهذه الأحكام البديلة: مثلا الحكم على الحدث الذي يرتكب مخالفة أن يعمل في طوارئ أحد المستشفيات 20 يوما.. أن يقوم بإعداد بحث عن المخدرات.. أن يقوم برفع الأذان في أحد المساجد مدة شهر مثلا.. حفظ جزء عمّ من القرآن الكريم والمواظبة على صلاة الجماعة.. العمل في جمعية خيرية وأن يدعمها بمبلغ من المال لا يقل عن ثلاثة آلاف ريال مثلا؟ إذا كانت الجريمة هي السرقة فيحكم عليه بكتابة بحث عن السرقة. ومثلا إذا كان مدمنا فيحكم عليه بالعزل العلاجي ومداومة العلاج. كل هذه أحكام في مصلحة الحدث، وفي مصلحة المجتمع. وعندما تطبق هذه الأحكام البديلة فهي تحمي المخطئ من الاختلاط بأصحاب السوء، وتدفعه للاندماج في المجتمعات. هذه طبعا إذا كان الخطأ مجرد قضية بسيطة. وأنا مع تصريح اللواء علي الحارثي، فهو يرى أهمية تطبيق الأحكام البديلة في الأحكام التعزيرية لأنها تحقق مصالح المواطن ومصالح المجتمع، بجوار أنها تقلل من تكدس النزلاء في السجون. وهذه قضية أخرى خطيرة. فالحدث الذي يدخل السجن، نصنع منه مجرما، لأنه سيقضي عقوبته بين مجرمين سجنوا في قضايا كبيرة. وبوجود الحدث بينهم من المؤكد أنه سيصاب بالعدوى من سلوكهم الإجرامي، فكأننا نقدم للمجتمع مجرمين جددا. وقال اللواء الحارثي إن لائحة الأحكام البديلة يمكن أن يقوم على تنفيذها جهاز الشرطة أو المديرية العامة للسجون، يعني ليست هناك مشكلة. أعرف أن الأحكام التعزيرية تخضع لرؤية القاضي واجتهاده. ولذلك يجب وضع مصلحة المواطن والمجتمع في الحسبان. فأحكام السجن والجلد تخضع لمفاهيم قديمة في الوقت الذي تطور فيه المجتمع واختلفت أحواله. مطلوب وضع لائحة جزاءات يلتزم بها القاضي في الأحكام البديلة، لهؤلاء الأحداث الذين يخطئون أخطاء صغيرة لا تؤثر في حياة المجتمع. فبدلا من صناعة مجرمين جدد، نصنع مواطنا يفيد المجتمع ولا يحقد عليه ويقف ضده عندما يدخل السجن أو عندما يتم جلده. مطلوب استخدام الرحمة مع هؤلاء الأحداث لانتشالهم من الخطأ ودفعهم إلى الصواب. ارحموهم يرحمكم الله.