أيام ويبدأ العاطلون عن العمل تسلم الإعانات التي أقرها المقام السامي. أبناؤنا في فرحة غامرة، ووزارة العمل ممثلة في فروعها بمكاتب العمل في مناطق المملكة كافة، تستعد لبدء تسليم الإعانات، في أجواء حماس منقطعة النظير واستعداد تام، أود طرح تساؤلات للمسؤولين ولأبنائنا الأعزاء، هل سيكون «حافز» دعما لهم للالتحاق بوظائف «بسيطة»؟ وهل سيكون «حافز» تمهيدا للتنقيب عن وظائف للعاطلين عن العمل؟ وماذا بعد الإعانات؟ وما الذي يحلم به حافز؟ لن أجد إجابات شافية وافية، بيد انه ستبدو الأمور أكثر وضوحا عندما يتسلم أبناؤنا الإعانات ويبدأ «حافز» رصد الواقع الوظيفي، ومنح وظائف للعاطلين، هنا يبدأ تقييم حافز الذي يبدو من بعيد مجهول المصير! منذ أعوام مضت وأنا أنتظر حراكا فعليا يبث قنوات من الوعي بين أبناء الشعب لترسيخ مفهوم ثقافة العمل، وتحفيز الأجيال الناشئة على الالتحاق بالمهن ذات الدخل المحدود، لأنها ليست عيبا، فمن هنا ومن هذا المنبر أوجه كلمة لأبنائنا بأن حافز اسم على مسمى، فهو تحفيز لكم، ليكون سفينة نجاة تنتشلكم من البطالة، إلى عالم العمل والأعمال، وسترون نورا يشع في الأسواق ينتظركم. أود طرح تساؤلات للمسؤولين ولأبنائنا الأعزاء، هل سيكون حافز دعما لهم للالتحاق بوظائف «بسيطة» ؟ وهل سيكون حافز تمهيدا للتنقيب عن وظائف للعاطلين عن العمل؟ وماذا بعد الإعانات؟ وما الذي يحلم به حافز ؟في الفترة الماضية، كثيرا ما كانت تستوقفني إعلانات وكنت أرصدها بصور أحتفظ بها في جوالي، تتضمن إعلانات لمحلات تنتظر بدء استقبال عاملين سعوديين، وهذا الأمر قد يجعل الأخيرة (أقصد المؤسسات) بمثابة المتهم البريء، الذي وعد فأوفى. الإعلانات تبدو من بعيد واضحة للغاية، ومقاصد المؤسسات تطبيق النظام والالتزام بالشروط والمعايير التي تفرضها الوزارة. من هذا المنطلق، يبدأ «حافز» المشي بثبات على قدميه، إلى أن تأتي الوظيفة. سيتوقف عن المشي، ويقدم عرضا وظيفيا، فالأفضل أن نتسلح بثقافة العمل وترسيخها، لان الفرحة الغامرة و «العجة» لن تضعنا إلا في مهب الريح، لذا قف ، استعد، فكر والتفكير قبل كل خطوة، لان من يتعمق في «حافز» ويخوض في آلياته وتفاصيله يرى أن هناك خطة مستقبلية تبشر بنثر بذور الخير. ما أود قوله : لابد أن نستغل الفرص المطروحة أمامنا، فالوزارات المعنية تفرز يوميا قرارات تنم عن اهتمامها باستحداث وظائف، وأهمية الالتحاق بالعمل، وإحلال السعودة، وكذلك مؤسسات القطاع الخاص ممثلة في رجال وسيدات الأعمال، وجاء ليكمل الطريق «حافز» فالتحفيز عادة يكون لفترة وينتهي، فلنجعل من «حافز» حافزا.