لا أعلم حقيقة لماذا تلزم طالبة المرحلة الابتدائية -خاصة الصفوف الدنيا- بلبس العباءة التقليدية، لا أعلم حقيقة لماذا تلزم طالبة المرحلة الابتدائية -خاصة الصفوف الدنيا- بلبس العباءة التقليدية، هذه العباءة التي تسببت في الكثير من الحوادث المميتة، خاصة لمن يركبن الباصات من الطالبات الصغيرات. فنتعمد بذلك قتل فلذات أكبادنا. كم مرة أغلق باب الباص على طرف عباءة إحداهن دون أن يشعر السائق بها، إلا بعد فوات الأوان .. فانتهى الأمر بها جثة مدماة على الطريق؟ وما كتبته الصحف وما زالت تكتبه في مثل هذه الحوادث وأمثالها كثير. لماذا لا توضع مواصفات خاصة لعباءة طالبة المرحلة الابتدائية والمتوسطة، تتوافر فيها معايير الستر وشروط السلامة التي يجب مراعاتها لطفلة تتحرك كثيرا وتلعب وتركب السيارة، وقد يفوتها الانتباه لأطراف عباءتها الكبيرة المترامية، ويتولى الأهل أمر تفصيل العباءة لابنتهم، كالمريول تماما. لماذا يستسلم المجتمع بكل شرائحه ووعيه إلى أفكار بعض، المتشربين بالشك وعدم الثقة بأنفسهم وبناتهم، كما حدث مع إحدى مديرات المدارس بالأحساء، التي وجهت معلماتها إلى تغطية زجاج النوافذ بورق لاصق، بحجة أن الطالبة إذا اقتربت من النافذة، فإن ظل رأسها يبدو واضحا للعابرين في الشارع. هذه المبالغة ومثلها كثير هي السبب في تحويل بيوتنا ومدارسنا إلى سرادق عزاء. إلى متى ونحن نزج ببناتنا إلى هذه المدارس، نغرس فيهن حب العلم وأهله، وندفعهن لخدمة وطنهن الذي يضع فيهن كل آماله، ونعدّهن لمستقبل أفضل، ونحن نعلم عن حجم الأخطار المحدقة بهن في مدارسهن وعلى الطرق الموصلة إليها وحتى في الباصات التي تقلهن من وإلى المدرسة. فالمدارس تفتقر إلى أبسط أصول السلامة، وإلى خطط للطوارئ وإلى معلمات مدربات على كيفية التعامل مع الأخطار لحماية أنفسهن وطالباتهن، وإلى وسائل نقل آمنة.. فإلى متى ونحن نجازف بفلذات أكبادنا؟