مشاري بن صالح العفالق - اليوم السعودية قبل أيام إتصل بي الزميل جعفر السلطان الناشط إلكترونياً ليطمئن علي بعد توقفي لفترة عن التواصل الإجتماعي عبر الإنترنت بسبب السفر وإنشغالاتي الكثيرة هذه الأيام، وطلب مني لو خصصت مقالات للأحساء بإعتبارها الأرض التي ولدت وأجدادي على ترابها وزميلي جعفر أيضاً. كتبت ومازلت أكتب عن الأحساء كلما سنحت لي الفرصة لا للتغني بحبها فهي مسألة شخصية لكن للتغني بتقاليدها الحضارية التي عبرت قرونا من الزمن لتقدم لنا نموذجاً وطنياً وإقليمياً في التعايش، ولن أتجاوز الحقيقة إذا ما قلت :إن مجتمع الأحساء المتنوع تجاوز مفهوم التعايش إلى تحقيق الإندماج والتفاعل البنّاء بين أطيافه بصورة تعبّر عن مفهوم التسامح. كثيرُ من البعيدين عن الأحساء لا يعلمون أن هذه المنطقة العريقة تعايشت مذاهبها الفقهية منذ سنين طويلة ،ولم تكن ذات يوم مصدراً للخلاف أو التناحر أو البغضاء، كما يحدث الآن في مناطق كثيرة من العالم. وفي جانبه المجتمعي فإن مجتمع الأحساء قريب من ماضي المجتمعات الخليجية (القريب) لاسيما البحرين، والتي لم يكن للمذهبية دور تحريضي بين تيارات وأطياف المجتمع ، فيها وهي حال إستمرت وعشتها ،حينما كنت أدرس وأمثّل الصحف السعودية هناك ، ولولا أن قدّر الله أن نعيش الأحداث الأخيرة لما كنت لأصدق أن تحدث قطيعة أو تأزم في البحرين، كما حدث بين مكونات المجتمع وتفاعله (وأنا هنا لا أتحدث عن الحكومة). أكتب عن الأحساء كلما سنحت لي الفرصة لا للتغني بحبها فهي مسألة شخصية لكن للتغني بتقاليدها الحضارية التي عبرت قرونا من الزمن لتقدم لنا أنموذجاً وطنياً وإقليمياً في التعايش، ولن أتجاوز الحقيقة إذا ما قلت: إن مجتمع الأحساء المتنوع تجاوز مفهوم التعايش إلى تحقيق الإندماج بين أطيافه بصورة تعبر عن مفهوم التسامح.أتفهم وجود مطالب و أنا من المنادين بضرورة النظر لأصحاب القضايا والحقوق بنظرة عادلة لا تستثني أحداً أيّاً كان، و حينما كنت في البحرين كانت مصادري الإعلامية أغلبها ليست حكومية وكتبت مراراً عن المعارضة وما تطرحه من مطالب، وفي ذلك الحين كان شعب البحرين مترابطاً إلى درجة أن الكثير من المجتمعات الخليجية كانت تضرب به المثل، فما الذي غيّر الأحوال ياترى؟ نعم للمؤثرات الخارجية ودوائر الإستخبارات الدولية دور في تعكير صفو المجتمع لتحقيق مصالح ما . أعود للأحساء التي تستحق الكثير من الإشادة، وهي التي برهنت دائماً على أنها تحتضن نموذجاً راقياً في التآلف والوفاق و الترابط المجتمعي، ففي حين تمطرني يومياً الرسائل الطائفية المضللة والمضخّمة لأحداث البحرين من وجهتي نظر متضاربتين ظل الإحسائيون ملتفين حول الأرض التي إحتضنتهم وتحلّوا بالتروي تجاه مايحدث في المنطقة من صراعات سياسية تغلفها الصبغة المذهبية. آخذين بالقاعدة الشرعية ( إنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا). هذه المقالة ليست إلا حديثا عن الأحساء أهديه لكل الأحسائيين وللزميل جعفر وبقية الأصدقاء في الأحساء وخارجها.. تحياتي،،