الأحساء أرض النخل والبترول، ما زالت تعطينا الاثنين معًا. هي أنموذج للتعايش بين الطائفتين «السنة والشيعة» على مدى قرون، تتجاور منازلهم في القرى والمدن، التقيت بنساء الأحساء في معهد التدريب المهني بالهفوف بدعوة كريمة من عميدة المعهد العزيزة وفاء صالح الرشيد، ورعاية كريمة من الدكتورة منيرة العلولا نائبة المحافظ للتدريب التقني للبنات. الدكتورة العلولا ذو حضور شخصي لطيف؛ فهي متحدثّة جيدة متمكنة من القص الهادئ وخاصة في التعليم. حضور الأحسائيات المتنوع في طبقاته وانتمائه المذهبي في مناسباتهن العامة والخاصة يتجلي في تماسكٍ وحبٍ لأرض الأحساء. بينهن مشتركات عامة وخاصة يمكن الاتفاق عليها، وأهمها الوطن الذي نعيش على ترابه، تجدهن في التوظيف والتدريس والعمل الحر بينهن ثقافة التلاحم والأخوة والترابط، خصوصًا مع وجود التراث المعرفي لهن. الأحسائيات صرفن في لقائهن مناقشاتهن إلى ما هو نافع لحياتهن، في مجال التربية، والعلم، والمال، والاقتصاد، وجعلن من مجتمعهن الذي يدين أهله بالإسلام مجتمع أعمال لا أقوال، وإنتاج لا جدال. الأحسائيات وجهن حديثًا خاصًّا للشباب من الجنسين، خرجن إلى الفجر والأمل والمستقبل الوطني الذي ينتظرهن، إبداعاتهن في مدارات عديدة تؤكد قدرتهن على التميز ووحدة الموقف الوطني، بمستقبل ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل؛ بل هو ما يلمس حاجتهن ويؤثر فيهن. [email protected]