استنكر رجل الدين الشيعي السعودي حسن الصفّار ما وصفه بالتعاطي المتذبذب من بعض رجال الدين والنخب المثقفة في منطقة الخليج مع قيمة الحوار والتقارب بين أبناء الأمة واستجابتهم للشحن الطائفي تبعا للتجاذبات السياسية التي تشهدها المنطقة. وقال الصفار ان أسوأ ما يمكن أن تمر به المنطقة الخليجية في الوقت الراهن هو استغلال التيارات الدينية المتشددة للخلافات السياسية ل"اعادة الشحن الطائفي العقَدي" بين السنة والشيعة. وأضاف بأن التيار الديني المتشدد درج على فتح الملفات الطائفية القديمة ورفع أصوات التكفير والتشكيك والتعبئة الطائفية بمجرد وقوع خلاف سياسي بين السنة والشيعة في أي مكان في العالم. ودعا إلى التعاطي مع الأحداث ضمن إطارها السياسي رافضا اعطائها صبغة دينية او تعبئة الناس ضد بعضهم البعض على أساس مذهبي. ووفقا لشبكة راصد اعتبر الصفار ان هذا السلوك الديني "مؤشر لانعدام الوعي، والتأثّر بالتحريك السياسي.. وأن هذا دور شيطاني إجرامي، لا يتناسب ودور العلماء ونخبة الأمة" حسبما أورد موقعه الالكتروني. ودعا إلى تجنب ما وصفه بالأسلوب البغيض من الشحن الطائفي، والتمسك عوضا عن ذلك بالوحدة الوطنية والتقارب بين أبناء الأمة مهما كانت الظروف والأوضاع. ورأى بأن الوحدة والتقارب بين أبناء الأمة قيمةٌ إسلامية عُليا ومبدأٌ ثابت لا يصح أن يتغير بتغير الظروف والأوضاع على حد تعبيره. ورفض الصفار رفع القيم الدينية كشعارات يتم الايمان بها خدمة للمصالح الذاتية "أما إذا اختلف الظرف اضطرب إيمانهم بهذه القيم والمبادئ". من جانبه علق الإعلامي الدكتور عبد العزيز قاسم في مجموعته البريدية قائلا: يا شيخ حسن -وأنت تعرف مكانتك ومنزلتك عندي- حلقاتي في البيان التالي ومقالاتي الأخيرة ، لم تكن للشحن الطائفي بقدر ما كانت من التحذير من الصفوية الفارسية ، وأطماع إيران في الخليج، وما كان يقوله أمثال الدكتور النفيسي وتبيان خطر ايران -الرجل كان بين ظهراني القوم وعرفهم لأكثر من خمسة وثلاثين عاما - ما كنا نصدقه ونصفه بالمبالغ، حتى صرح رئيس الأركان الايراني وعلى الملأ بأن الخليج فارسي ودول الخليج تتبع ايران تاريخيا.. أتود منا الصمت والسكوت بعد هذا التصريح الخطير؟!!، وأضاف: أيضا يا شيخنا الكريم، كنت في مقالاتي وبرامجي أميز دائما وأستثني الشيعة الشرفاء -سواء العرب او غيرهم - من الذين لم يلتاثوا بالفكر الصفوي التوسعي، وأخالك من هؤلاء ، أنت ودعاة التقارب من أخوتنا في الوطن والخليج، وشارك معي شيعة من هذا النمط من البحرين وأبانوا مخالفتهم للنهج الايراني، وكذلك شارك الشيخ الفاضل علي الأمين في حلقتين معي، وهناك رئيس التيار الشيعي الحر في لبنان شارك معي..والغريب أنني طلبت مجموعة من إخوتنا الشيعة السعوديين من القطيف ليشاركوا ويذبوا، ولم يستجب لي أحد رغم كل محاولاتي..