د.سعد بن عبدالقادر القويعي - الجزيرة السعودية عندما يؤكد عدد من كبار العلماء، والفقهاء، والمفتين في العالم الإسلامي - قبل أيام -، عن رفضهم القاطع ؛ لتسييس الحج، واتخاذه فرصة؛ لرفع الشعارات السياسية، وإثارة الفوضى، والفتنة، وبث القلاقل بين المسلمين، فهذا دليل قاطع، على أن استغلال مناسبة الحج ؛ لأغراض سياسية ذاتية، أو لأمور أخرى ذات أجندة خاصة، أمر مرفوض، إذ هو تعطيل مبطن لفريضة الحج، ودعوة إلى شق الصف الإسلامي، وتعكير صفو الحج على الملايين من حجاج بيت الله الحرام. ميدان الحج، هو الأمن. وإذا كان الله - جلّ وعلا -، قد حرّم اصطياد الصيد في البلد الحرام، وتنفيره من أوكاره، أو قطع شجره، وقلع حشيشه، فإن رعاية الإنسان، ومكنوناته الداخلية تجاه الإنسان الآخر، هو أحد مقاصد الحج، وإيماءاته المتعددة للأمة. فأعظم ما يحتاجه الحاج؛ لأداء هذه الفريضة، هو الأمن، فمن دخل البيت الحرام، كان آمنا على نفسه، وعرضه، وماله، - وحينئذ - لا يجوز التعدي عليه. - خاصة - وأن البلد حرام، والشهر حرام. حسنا، إذا كان الأمر كذلك، فما الفائدة - إذن - من القيام بالمسيرات، والمظاهرات في مكة باسم، البراءة من المشركين، - من خلال - ترديد هتافات بهذا المعنى ؛ لتتحول فريضة الحج من فريضة دينية إلى قضية سياسية؟. وعمل كهذا - بلا شك - سيحرك الانتماء الطائفي، وسيخدم - مصالح لأطراف، لا علاقة لها بالدين. جماع القول: يكفي أن ولي الأمر في هذه البلاد، قد ارتضى لنفسه لقب خدمة الحرمين الشريفين. ويكفي أن تبذل الدولة، جهودا مضاعفة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وتقديم أرقى الخدمات لهم، ضمن منظومة أمنية متكاملة. - وبالتالي - فإن الدعوة إلى إثارة الفتن، وتصفية حسابات طائفية، أو عرقية، أو رفع شعارات سياسية ؛ من أجل تحقيق مآرب إقليمية، وعرقية، لا تتناسب مع الالتزام بتحقيق مقاصد الحج الشرعية، المذكورة في قول الله - تبارك وتعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}. ومن ثم، فإن السياسة القائمة للمملكة، لا تسمح لأي جهة كانت، بتعكير صفو الحج، أو العبث بأمن الحجيج، وهو ما عبّر عنه أمير منطقة مكةالمكرمة، ورئيس لجنة الحج المركزية - الأمير - خالد الفيصل - قبل أيام -، بأننا: « لن نسمح بأي شيء يعكر صفو الحج، أو يكدر خواطر الحجاج، ولذلك لن نسمح بأي عبث، أو شغب، أو فوضى في موسم الحج، أو في غيره».