يقول الناخب المترشح لعضوية المجلس البلدي وهو يشكر الطابور إلى صناديق الاقتراع: عذراً إن لم نصل ببرنامجنا الانتخابي إليكم في منازلكم ولكن قصر المدة الدعائية لم يسمح بمثل هذه الخطوة. يقول الناخب المترشح لعضوية المجلس البلدي وهو يشكر الطابور إلى صناديق الاقتراع: عذراً إن لم نصل ببرنامجنا الانتخابي إليكم في منازلكم ولكن قصر المدة الدعائية لم يسمح بمثل هذه الخطوة. والحق أن المواطن في منزله لا ينتظر مزيداً من البشائر والوعود ولا زخرف القول بالآمال التي تتبخر في الهواء لمجرد ضمان الفوز بكرسي المجلس البلدي. نريد من الأفعال، لا الأقوال أن تصل إلى البيوت. نريد من عضو المجلس البلدي أن يجعل مخافة الله في الأمانة التي حملها باختياره نصب عينيه. نريد منه أن يكون صادقاً وصادعاً بالحق دون أن ينحاز لشبكة المصلحة الخاصة التي حولت بعض طاولات المجالس البلدية إلى وجاهة اجتماعية لا فرق بينها وبين مركاز العمدة. نريد من عضو المجلس البلدي أن يقول – لا – صريحة عندما يشم رائحة الفساد أو يدخل الشك إلى قلبه في عملية مشبوهة. نريد منه أن يقول – لا – صريحة عندما يلمس أن المشروع قد ذهب إلى صاحب مشروع سابق أثبت فشله. نريد منه أن يقول – لا – عندما يشاهد شجرة الأنساب وهي تتوزع المشاريع مثلما نريد منه أن يفضح هذه الممارسة على العلن. لا نريد منه الإثارة، ولكننا نطلب منه الصدق مع النفس ومع المجتمع، وللأمانة، فإن أحداً من السابقين المتحلقين على طاولات المجالس البلدية لم يخرج للجمهور لفضح قصة واحدة حقيقية، وكل ما لمسناه وقرأناه من قبل ليس إلا القصص المتواترة عن خلافات المجالس البلدية مع رؤساء البلدية، وهذه – شخصنة – لن تسفر عن تصحيح ولا تثمر عن فائدة ملموسة للمواطن من شتى الخدمات البلدية. نريد من عضو المجلس البلدي أن يقوم بدوره المرسوم كجهاز رقابي على عدالة وكفاءة الأداء وعلى توزيع الخدمات. نريده أن يكون صوتاً صادقاً جريئاً وبمثل هذا فقط سيطمئن المواطن على أهمية المجلس البلدي.