حمد بن عبد الله القاضي - الجزيرة السعودية ** رغم كل التحذيرات وخطابات التوعية من العلماء والكتاب وذوي الرأي إلا أن (عبثية تفسير الأحلام) لاتزال مستمرة، وقد أدخلت الناس والنساء تحديداً في كثير من المشكلات بسبب تفسيرات خاطئة ومتعجلة ليست مبنية على أسس شرعية وعلمية!، بل هي تخرصات من الرجم بالغيب. لأضرب مثلاً واحداً فقط، لقد سمعت شريطاً للقاء مع مفسر أحلام معروف كان فيه المفسر يعبر الحلم من السائل أو السائلة أحياناً قبل أن يكمل الحالم أو الحالمة الرؤية ف(يلقطها وهي طائرة)، إحدى السائلات طلبت تفسيرحلم رأته في منامها فبادر المفسر المزعوم بأن فسره بأنه سيتم طلاقها، فقالت أنا غير متزوجة، أتدرون ماذا قال لها: لقد بشرها أوأنذرها بقوله: سوف تتزوجين وتطلقين!.. يالها من بشرى فقد حطم مستقبلها (فال الله ولا فاله) بل إنه هنا - تجرأ على الغيب الذي لا يعلمه إلا علام الغيوب. لقد كنت ظننت أن هذه (الموضة) أو (المتاجرة) بأحلام الناس تقلصت من منطلق الأخذ بالأمر النبوي بأن المرء إذا رأى حلماً ساراً فليفرح به، وإذا رأى غير ذلك فليدعه ولا يخبر به أحدا. لكن هذا الظن مع الأسف كان خاطئاً.. لقد كتبت الأستاذة الفاضلة أ - رقية الهويريني في (الجزيرة) يوم 24-10-1432ه مقالاً حول تفسير الأحلام وانشغال بعض الناس بها.. وذكرت نماذج من هذه التفسيرات، ولولا أني أعرف صدقية الكاتبة لكنت أنكرت حصولها.. لقد روت: أن امرأة حلمت أنها تلبس خاتماً (أزرق) فما كان من المفسر (الرياضي) إلا أن أخبرها بأنها سوف تتزوج لاعباً أو إدارياً من نادي (الهلال).! ترى لوكانت الفتاة لا تشجع (الهلال) فما هو مصير زواجها..؟ بل لو لم تكن سعودية، وكانت (أسبانية) هل سيقول: إنك ستتزوجين لاعباً أو إدارياً من نادي (برشلونه). أي ضحك على الذقون!. أما الرؤية الأخرى التي عرضتها أ. رقية فهي لمرأة حلمت بأنها كانت تلبس خاتماً أحمر، وما شاء الله المفسر (ما عاقه التفسير) فبادرها بأنها ستتزوج رجلاً يعمل بالهلال الأحمر.. بالمناسبة (أثر تفسير الأحلام سهل) مجرد الربط بالألوان!. إن لعلم الأحلام ضوابط شرعية، وليس عبثاً وتجارة، وقد حذر سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في بيان مهم من ظاهرة تفسير الأحلام ناهياً ومحذراً مفسري الأحلام من الخوض في ذلك دون علم لأن تعبير الحلم من الفتوى، وقال سماحته: (إن انتشار هذه الظاهرة فيها شر عظيم وتلاعب بهذا العلم، ودعا- جزاه الله خيراً- ولاة الأمر إلى إغلاق هذا الباب الذي تبنى عليه الظنون، وحذر أخيراً من التعامل مع معبري الأحلام والتعامل معهم، بل دعا إلى مقاطعتهم والتحذير من شرهم. ودعا الناس إلى عدم اللجوء لهؤلاء المفسرين المزعومين). وبعد: لابد من إيقاف مهازل بعض المفسرين ليكفوا من استغلال الناس بحثاً عن المال والشهرة!. كفانا زيفاً. (2) ** تغريدة توتيرية تحفز على الكتابة ** ** خطرلي موضوع لأطرحه كمقال منشور بالصحيفة.. وكنت متردداً في كتابته ونشره لسبب ما..!، فقلت في نفسي: لماذا لا أطرحه في (المجلس المفتوح) (التويتر).. وفعلاً اختزلته بتغريدة لا تتجاوز (140) حرفا كما هو شرط السيد (تويتر) - وبالمناسبة فقد عودتنا وسائط التقنية من رسائل الجوال إلى تغريدات تويتر-: أن الإيجاز إنجاز من منطلق الأثر التليد الذي لم نطبقه نحن العرب (خير الكلام ما قل ودل). ما علينا.. بعد طرح الموضوع بحسابي (بالتويتر) حفزني التفاعل الإيجابي والسلبي من (التويتريين) مع التغريدة على البدء بكتابة الموضوع بشكل مطول ومتكامل لينشر بالصحيفة ليأخذ طابعاً وتفاعلاً أكثر توثيقاً وتأثيراً. (3) ** أمل بألم..! ** كلما أدرت عيني إلى تاريخنا.. وظللت أقلب في أمجاد هذا التاريخ أتطلع إلى تلك المواقف الخالدة التي سجلتها صفحاته..! كلما فعلت ذلك أحس بشعور عجيب، يمتزج فيه الفرح بالحزن، والألم بالأمل، والابتسامة بالدمعة..!. (4) ** آخر الجداول ** ** قال الشاعر: (تعاودني ذكرى كل عشية يورق قلبي حين فيك أفكر)