تناقلت بعض وسائل الإعلام خبر إسلام المدرب البلجيكي جريتس، الذي درب الهلال في العام الماضي، وقد تواترت تلك الأخبار عن اعتناقه الإسلام، وأن ذلك بسبب تزوجه من ممرضة سعودية. ولم يتضمن الخبر، ولا الروايات المتعددة ما يؤكد رسميًّا إسلام جريتس، ولا ما يثبت إشهار زواجه، ولم يلبث ذلك الخبر كثيرًا حتى جاء خبر آخر يدحضه، وهو إعلان جريتس نفسه أنه لم يعتنق الإسلام من خلال صحيفة بلجيكية، حيث نفى مُدرب نادي الهلال السابق والمنتخب المغربي حاليًّا، ما تردّد في وسائل الإعلام العربية والسعودية، على وجه الخصوص، ما نشر حول اعتناقه دين الإسلام، وزواجه من مُمرضة سعودية. وكان ذلك من خلال حديثه إلى صحيفة «هيت لاتيسيت نيوز» البلجيكية، حينما استغرب وبشدة ما نشرته بعض وسائل الإعلام السعودية عن اسلامه، حيث قال مُتهكمًا، حسبما ذكرت الصحيفة، عند سؤاله عن إسلامه «ومتى خضعت لعملية الخِتان؟!» نافيًا أن يكون قد اعتنق الإسلام، أو قد تزوّج من مُمرضة سعودية. ولعل ما يثيرنا هنا هو تهكم البلجيكي في حديثه عن الختان، هذه السنة النبوية التي أمرنا بها حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الخلق أجمعين منذ طفولتنا الأولى، وكذلك عند اعتناق الإسلام، وهذا يؤكد حقد المذكور على الإسلام وحنقه، وإلاّ لماذا يقحم الختان في أمر إسلامه بهذه الطريقة الساخرة؟ كما أنه من المفترض الحرص على المصداقية في مثل هذه الأخبار حتى لا يكون هناك فرصة لأمثاله للتهكم بسنن الإسلام مع أن تردده على السعودية قد يؤكد ما ذكر عن محاولة إسلامه، ثم التراجع ربما لضغوط وقعت عليه، وكما قيل (لا دخان من غير نار)، وليعلم جريتس وأمثاله أن الإسلام غني عنه وعن أمثاله من الذين يتخذون من الإسلام ذريعة لتحقيق مآربه ورغباته الجنسية، باقترانه بفتاة مسلمة يوهمها بإسلامه، ثم يتراجع أمام الضغط عليه من بني جنسه، وهو الخاسر الحقيقي من عدم دخوله الإسلام. يقول الله سبحانه وتعالى: (ومَن يبتغِ غيرَ الإسلامِ دينًا فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) سورة آل عمران، وقد نقلت صحيفة قووول أون لاين رأيًا للقاضي الشيخ عيسى الغيث الذي تجاوب مع ما طرح للفائدة عامة، قال فيه:(«من الناحية الشرعية لا يجوز لمسلمة أن تتزوج غير المسلم، وحتى لو كان سيسلم الزوج». وانتقل للشق القانوني قائلاً: «يسلم المعتنق للإسلام عن طريق الجهات الرسمية»، وأضاف» «إن المرأة السعودية لا يجوز لها الزواج بغير سعودي إلاّ بموافقة وزارة الداخلية، أمّا إذا كانت المرأة من مواليد السعودية فمن صلاحيات أمير المنطقة اعتماد الزواج، أمّا إذا كانت من خارج السعودية فلا بد من موافقة وزارة الداخلية. إذن لابد أولاً من إسلام الزوج، وثانيًا أخذ موافقة الجهات الرسمية على الزواج». وقال «أهم شيء ألاّ يكون دخوله الإسلام مخادعة، أي لا يدخل الإسلام كي يتزوج هذه الفتاة).. ولعل الأمور اتضحت أخيرًا بنفيه دخول الإسلام الذي هو في غنى عن أمثاله إذا أراده لتنفيذ مآربه.