عبد الله منور الجميلي - المدينة السعودية قال الضَمِير المُتَكَلّم: بَعَثَتْ وقد كتبت بدموع عينيها، وعلى صفحات واقعها الحزين تقول: لخلافاتٍ، هجرني زوجي، وألقى بي مع أطفاله في بيت والدي (والسبب يَشْهَد الله سلوكيات هو يمارسها، لا يرضاها ديني، ولا ذنب لِي فيها)! نعم هَجرني تلك مأساة كبيرة؛ ولكن الكارثة أنه تخلى عن نَفقتي ومَصاريف أولاده، حاولت معه، توسّط أهل الخير، ولكن (أبواب قلبه وضميره مغلقة)!! أبي المسكين يحاول، ولكنه من (مَعْدومِي الدّخل)؛ فهو متقاعد، ما يقبضه من دُريهمات لا يكفي مصاريف أمي وإخوتي!! لقد بِعْت كلّ ما أملك؛ اقترضت، (كل تلك الوسائل حلول مؤقتة)، بحثت عن الحلول الدائمة؛ حيث وصلت مع زوجي إلى محطة القضاء طَلَبًا ل(نفقتي مع فِراخِي)، فيَحْكُم القَاضي بِحَقّي!! أتنفس الصعداء، أَفرَح، أبحَث عن البسمة في لَيل المعاناة؛ ولكن؟! زوجي يُماطِل في تنفيذ الحكم، بل ويزاد عِنَادًا وقسوة دون رادع إنساني أو نظامِي!! لقد أصبحت متسَولة لدى الجمعيات الخيرية، وأبواب المُنْفِقِين (ذاك يعطيني وآخَر ينهرني)؛ بينما حقي في نفقتي ضَائع؟! فماذا أفعل؟! لقد أمسيت أرجو الموت، وأكره الحياة، بل والوَسَاوِس الشيطانية تدعوني للانتحار؛ لولا خوفي مِن ربي، وأين يكون مَصيري النّار!! حقيقة واقع تلك المرأة البائسة (وغيرها كثير)؛ يكشف عن حقوق مَصيرية، وحَيَاتية ضائعة للمرأة، أهملتها آلية التنفيذ، وغَيّبَها الإعلام!! فالنفقة حَقٌ للمرأة أوجبه (الإسلام)، ويَحْكم به القضاء، ولكن ذلك الحقّ يضيع بسبب التلكؤ في التطبيق!! فيا سبحان الله قروض (البنوك وشركات التقسيط)؛ تُقْتَطَعُ من الراتب مباشرة، بينما نفقة الزوجة ولقمة عيش أطفالها تُتْرُك لمماطلة الزوج وتحت رحمته!! ويا الله (حَقّ المرأة أو الزوجة) في (لُقْمَة الحياة فقط) غائب عن عيون وسائل الإعلام التي لا تَرَى ولا تُبرز إلاَّ (حَقّها في قيادة السيارة)!! الصور المأساوية في حياة المرأة في مجتمعنا كثيرة ولاسيما عند (الأرامل، والمطلقات، والعوانس، والمهجورات)؛ فلهنّ حقوق مفقودة أقلها (النفقة وتأمين الحياة الكريمة)؛ فأين وزارة الشؤون الاجتماعية؟! وأين لِجَان حقوق الإنسان؟! هَمْسَة: إليك يا ذاك: ما أسهل أن يحْمِلَ الإنسان فقط هَمّه، وما أصعب أن يَحْمِل هُمُومَ غيره؛ أمّا إذا أردت أن تعرف (الجَمِيلي)؛ فاحْفَظ، ورددّ قول الأمير (البدر بن عبدالمحسن): أَنا بدوي.. ثُوِبِي على المَتْن مَشْقُوق مِثْل الجبال السُمْر صَبْرِي ثِبَاتِي ومِثْل النّخِيل اِخْلِقْت أنا هَامِتي فُوق ما اعْتَدت أَنَا أَحْنِي قَامِتِي إلاّ فِي صَلاتِي