محمد بن سليمان الأحيدب - عكاظ السعودية عندما كتبت عن عدم حفظ الخصوصية الشخصية للمواطن السعودي في كثير من الجهات سواء البنوك أو المستشفيات أو شركات الاتصالات مستشهدا بما حدث في الإعلام الرياضي نحو لاعبين مشهورين أحدهما قيل إنه مصاب بالسكر والآخر سربت معلومات والده الصحية، اعتذرت لوالد اللاعب خالد عزيز نيابة عن المجتمع لما تعرض له من تسريب معلومات، وتغيير العنوان إلى «لا تسامحنا» ليس لأنني اكتشفت أن التعصب الرياضي وصل عندنا حد أن يفضل المشجع أن تهمل حقوقه على أن يمس ناديه، لكنني غيرته لأن تجاوب القارئ الواعي والإعلام الرزين كشف لي بعد نشر المقال الأول أن خصوصية المعلومات الشخصية لدينا منتهكة انتهاكا صارخا وغير مقبول إطلاقا، بل أن هذه الخصوصية مهملة تماما، فهذا معلق على المقال يقول إنه عندما طلب تأجيل زواجه بسبب مرض والدته ذهب والد الخطيبة إلى المستشفى وحصل على تفاصيل حالة والدته الصحية وأخبره أن حالة والدته لا تستدعي تأجيل الزواج، وهذا مواطن آخر يشتكي من أن شركات التقسيط ومؤسسات الإقراض تستفسر بطريقتها الخاصة من البنك فيكشف لها رصيد المتقدم ووضعه المالي دون إذنه وآخر يقول إنه من رقم لوحة سيارته استطاع أحد المزعجين أن يعرف رقم هاتفه وعنوان منزله ويتسبب في إزعاجه حتى الآن. ثم طرحت «سبق» تحقيقا على خلفية مقال (خالد عزيز) فأوضح علماء شرع وقضاة ومحامون وحقوق الإنسان شدة حرمة الانتهاك وهذا البرنامج الشهير في أم بي سي أف أم الذي يقدمه الزميل داوود الشريان يطرح الموضوع للمناقشة أول أمس فيكشف عن حال لا تسر فعيادات التجميل والجلدية تسرب أرقام هواتف النساء وملامحهن بعد وقبل عمليات التجميل لشباب يشترونها بثمن بخس ريالات معدودة لابتزاز الفتيات وتهديد المتزوجات بوصفهن لأزواجهن، وهذا متصل أزعجه رقم هاتف وأصبح يرسل له لقطات فيديو للابتزاز بعد أن حصل على جواله بسهولة ولم يترك جهة دنيا ولا عليا إلا واشتكى لها ولم يكف عنه الأذى ومتصل ثالث يقول إن والد خطيبته عرف تفاصيل مستواه الدراسي وسجله الأكاديمي من جامعته دون إذنه، ثم تطرق المختصون في مجال تقنية المعلومات أن المعلومة متاحة بسهولة وأن الأنظمة نحو التعاطي مع تسريبها مسنونة وموجودة ولكن العقوبات لا تطبق إطلاقا والخصوصية الشخصية غير محمية مطلقا. وما دام الأمر كذلك فإنني أكرر اعتذاري لوالد اللاعب خالد عزيز وأقول يا أبا خالد لا تسامحنا بل عليك أن تشتكي وتطالب بحقوقك وعلينا في مجتمعنا أن نسعى في نشر ثقافة الشكوى والمطالبة بحماية الخصوصية الشخصية فالوضع بعد ما قرأنا من تعليقات وما سمعنا في برنامج الثانية مع داوود يوحي بأن الأمر خطير جدا ويحتاج إلى المطالبة لا المسامحة.