قال الضَمِير المُتَكَلّم : (البَلْطَجَة) مصطلح يكثر تداوله في (مِصْر) ، ويعني أن يقوم (الإنسان بممارسة النهب والسطو ، والتسلّط على الناس وإرعابهم علانية حتى أن بعضهم يمكن أن يسَيطِر على شارعٍ أو حي من الأحياء) !! وكان بعض ضباط الشرطة في النظام المصري السابق ، يستخدم كبار (البَلْطَجِيّة) في النيل من الناس ، أو يفرض عليهم أتاوات شهرية مقابل التغاضي عن أفعالهم !! وأيام ثورة يناير المصرية ارتفع صوت (مصطلح البَلْطَجَة) وعَلا صيته ؛ حيث كان (البَلْطَجِيّة) ضمن الأدوات التي استخدمها نظام مبارك لِقَمْع المظاهرات ، ومحاولة سَحق المتظاهرين ؛ وقد أكد ذلك الدكتور صفوت حجازي في شهادته على الثورة في قناة الجزيرة !! ثم بعد أن نجحت الثورة التي قام بها البسطاء والمظلومون المطحونون في إسقاط الظلم والفساد والاستبداد ، عاد أولئك بعد أن سقوها بدمائهم إلى حياتهم بحثاً عن لقمة العيش !! وهنا تصدّر المشهد ، وظهر على الساحة (بَلْطَجيِّة من نوع آخر) ؛ فقد برز مَن يمارسون (البَلْطَجَة) من خلال القنوات الفضائية ، وبرامج (التوك شو) ، ومن خلال الكتابة الصحفية ؛ فأولئك لا يريدون لمصر أن تستقر ، وأن تبدأ مرحلة البناء والنماء على طريق تحقيق الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية !! ولذلك لا هَمّ لهم إلا إثارة العامة وقيادتهم نحو الفوضى ، والتأكيد عليهم أن لا سبيل للتعبير عن وجهات نظرهم إلا بالاعتصامات والمظاهرات ، والصّدام الجسدي مع المخالِف لهم !! أولئك هم من أثاروا في المجتمع المصري النّعَرَات الطائفية والحزبية ، وبعض أولئك هم مَن بأقلامهم وأصواتهم الحاقدة مَن يُوغِلون صدور بعض إخواننا المصريين تجاه (السعودية والسعوديين) ؛ يفعلون ذلك من منطلقات مذهبية أو أحقاد اقتصادية دفينة وقديمة !! وما حدث لمكاتب الخطوط السعودية في القاهرة ، وما أحدثه بعض المعتمرين المصريين من فوضى واعتداءات في مطار جدة قبل أيام ؛ إنما هو نتَاج وإفرازات لذلك الحَشْد والتكريس مِن أولئك (البَلطَجِيّة) المندسّين تحت غِطاء الحريّة !! فنعم لكل المعتمرين والزائرين ، ومنهم إخواننا المصريون حَقّ المعاملة الحسنة والكريمة من وقت دخولهم لبلادنا وحتى مغادرتهم . ونعم (الخطوط السعودية) تعيش حالة من الفَوْضَى يكتوي بنارها المواطنون السعوديون قبل غيرهم ؛ ونعم المطارات عندنا ، ومنها مطار الملك عبدالعزيز بجدة مازالت عاجزة عن استيعاب الملايين من المسافرين ، وتنقصها الكثير من الخدمات !! ونعم تجب محاسبة ومعاقبة كل مَن تسبب في تكدس المعتمرين ، ومَن أساء معاملتهم ، ومعاقبته أشد العقاب !! ولكن في المقابل لا بد من حماية ممتلكاتنا العامة ، وعلى الأخوة الأعزاء في (مِصر) أن يعلموا أن (الحُرية) لا تعني أبداً الفوضى ومخالفة الأنظمة والقوانين وإلا تحولت إلى (بَلْطَجَة) !! ثمّ لِيَتيقنوا جيداً من تقدير وحب السعوديين لهم (حتى وإن أخطأ في حقهم قلة من الموظفين) ، وعليهم أن يحترسوا من أن يكونوا سهاماً وأدوات توجِّهها فئة تعمل على زرع الفتنة بينهم وبين إخوانهم السعوديين !! وأخيراً على الجهات المعنية عندنا ، وعلى سفارتنا في القاهرة تحديداً مواجهة أصوات وأقلام كل من يريد تشويه علاقتنا بإخواننا المصريين عبر الطرق الإعلامية ، والوسائل القانونية . ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .