** هناك (خلط) كبير بين الناحية السياسية والناحية الإنسانية في منطقتنا العربية.. ** وقد ترتب على هذا الخلط الشديد.. سوء فهم لسياسات المملكة العربية السعودية القائمة على تغليب ما هو إنساني.. وقيمي.. وأخلاقي على كل ما عداه بما في ذلك الجانب السياسي.. ** فعندما استقبلت المملكة الرئيس التونسي السابق (زين العابدين بن علي) فإنها فعلت ذلك لذات الاعتبارات الأخلاقية البحتة.. ** وعندما استقبلت (86) قيادة يمنية وفي مقدمتهم الرئيس (علي عبدالله صالح) لتلقي العلاج في مستشفيات الرياض.. فإنها إنما فعلت ذلك لنفس الأسباب الإنسانية والأخلاقية البحتة. ** فالمملكة العربية السعودية.. لا يمكن إلا أن تكون كذلك لأنها بلد (رسالة) وقامت على مبادئ إنسانية وأخلاقية رفيعة.. ** كما أنها بلد ذو (نخوة) و(أصالة) وقد تأسست الدولة في هذا البلد على هذه القيم العظيمة.. أولاً وأخيراً.. ** وإذا كانت هناك أمور أخرى.. بعضها سياسي.. وبعضها الآخر حقوقي أو قانوني.. فإن المملكة لا شأن لها بذلك.. ولا اعتراض لها على أي إجراء تراه الشعوب الأخرى.. أو تقرره النخب أو ترسمه الأنظمة الجديدة فيها.. أو تقرره الأنظمة والقوانين الدولية السائدة في هذا العالم.. ** غير أن كل ذلك.. وإن كانت له قواعده وأصوله المرعية بين الدول.. إلا أنه لا يجب أن يتعارض مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية التي تتحدث عنها سائر الأديان الربانية.. ** صحيح أن هذه التوجهات الكريمة تسبب لنا الكثير من المشكلات.. وتثير علينا الكثيرين دون وجه حق.. لكن الأكثر صحة هو .. أننا لا نخلط أبداً بين ما تفرضه علينا عقيدتنا.. وتوجهنا إليه أخلاقنا.. وتوجبه علينا إنسانيتنا.. وبين ضرورات السياسة وقواعدها.. وان كانت هناك التزامات متبادلة تعقد بين الدول ويتحتم الوفاء بها والعمل على تطبيقها.. ** ونحن هنا في المملكة.. نعاني كثيراً من عدم فهم الآخرين لمنهجنا في التفكير.. وفي العمل.. وفي التصرف.. بالرغم من أن ثقافتنا كعرب.. وكمسلمين واحدة.. وبالرغم من أن الدول والشعوب الأخرى تدرك هذه (التوجهات) الغالبة على تفكيرنا.. وعلى مواقفنا.. وتصرفاتنا.. وتعرف اننا مع الحق.. ومع الشعوب.. ومع المصالح العليا للأمة.. ** كما تعرف أيضاً اننا لا نحقق اي فائدة أو مصلحة من وراء تمسكنا بقيمنا.. وثوابتنا الأخلاقية.. بل على العكس من ذلك.. فإن الكثير من هذه المواقف وتلك السياسات قد جرّ علينا الكثير من الويلات.. ومن سخط بعض غير المنصفين وغير العقلاء.. ** وما نتمناه هو .. أن يفهمونا أكثر.. وان يحترموا فينا هذا التوجه (النبيل).. وان يتوقفوا عن الخلط بين ما هو (أخلاقي) وما هو (سياسي) وألا ينسوا جميع مواقف المملكة معهم.. وإلى جانبهم ومن أجلهم.. وهي مواقف ستتواصل بكل الحب.. والتضحية.. والوفاء.. لهم.. ولمبادئنا أيضاً. *** ضمير مستتر: ** [مؤلم أن يحاسبك الآخرون على ما يجب أن يحترموك من أجله]