بدر محمد عبدالعزيز الراجحي - الجزيرة السعودية مع ما يعيشه الاقتصاد العالمي من مخاوف كبيرة ومحللين يرون المستقبل للعالم مظلماً وبيد قوية يضع ملك السعودية حجر الأساس لتوسعة الحرم المكي بأربعين مليار ريال ويضرب بعرض الحائط تحليلات المحللين والمتشائمين وذلك لخدمة الإسلام والمسلمين وبتوقيت رائع. عندما أطلق الملك عبدالله توسعة الحرم المكي بسعة مليون وستمائة ألف مصل فتح شهية المستثمرين بمكةالمكرمة، كون التوسعة ستفتح مقاعد إضافية ستغري المعتمرين والزوار لتكرار الزيارة التي كان يتحاشاها كثير من قاصدي المسجد الحرام خوفاً من الزحام الذي لا يشجع على تكرار الزيارات. ومما لا شك فيه أن كل مقعد إضافي بالحرم يحتاج إلى ما يقابله من سكن وخدمات لا حصر لها، فالحاجة متوقعة لأكثر من نصف مليون غرفة وخدمات مساندة من نقل وإعاشة وغيرها، وهذا عدد مهول بالمقارنة بالمعروض حالياً. إن المتوقع أن قوة الطلب ستغير معادلة الاستثمار بشكل سريع ولا بد للدولة أن تسرع بالمشروع العملاق الذي سمي بالطريق الموازي، لأنه مهما تم ضخه من استثمارات خاصة فلن تستطيع أن تغطي العجز المتوقع، وغالب المستثمرين يترقبون ذلك المشروع العملاق الذي حتماً سيغير التكتيك الاستثماري، علماً أن القطاع الاستثماري يستطيع ملاحقة التطوير وتغطية العجز في حالة كانت الخطط مرسومة وواضحة ومعتمدة، ولا شك أن أي توسعة أو مشروع بمكةالمكرمة ستفتح آفاقاً استثمارية بقدر التوسعة. في العشر سنوات القادمة يتوقع أن يشهد سوق مكةالمكرمة انتعاشاً كبيراً جداً بإذن الله، وإذا كنا حالياً قبل التوسعة نعيش تطوراً سريعاً بنمو الاستثمارات بشكل خيالي، إذن كيف بعد توسعة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز. إننا نحتاج إلى خطة موازية أيضاً لزيادة أعداد المعتمرين بالأوقات غير الموسمية ليكون عائد المشاريع السكنية مغرياً للمستثمرين، ما سيعزز الرغبة ويزيد من شهية الاستثمار حول الحرم وكذلك سيؤدي إلى تخفيض التكاليف على زوار المواسم. ربي لك الحمد والشكر الذي سخرت لخادم الحرمين الرأي السديد بفك اختناق الحرم المكي من الزحام الذي تجاوز المعقول. www.badralrajhi.com