القاضي في حلقة (التعايش) كان منصفا وبعيدا كل البعد عن الحسابات الأيدولوجية حيث حكم بنفس الحكم على الليبرالي (القصبي) وابن عمه المتشدد (السدحان) بعد شجارهما اللفظي .. قاضي الحلقة الأولى لا يتعاطف مع أي طرف على حساب تحقيق العدالة ..يالها من بداية رومانسية! ** القاضي في حلقة (جاك الجني) كان فاسدا ومغرورا ومحتالا عظيما و .. ( سالفته ما تخفاكم !)، هذه المرة لم يؤد دور القاضي ممثل ثانوي أوكومبارس ..بل أداه القصبي بشحمه ولحمه ..تقمص وتشرب وتخابث كثيرا قبل أن يتألق في أداء دور القاضي المسحور .. اخترق لحم الشخصية حتى وصل العظم ..أو بعبارة أدق: (خربها)!. ** القاضي في حلقة (شيك بشيك) ليس له حل ..تمر الشهور تلو الشهور دون أن يحكم في قضية الشيك ..يحيله بين فترة وأخرى إلى لجنة في الغرفة التجارية ..كان يتحرك ببطء وسط ضباب الأنظمة (له شغل وماله شغل!)، وهكذاجلسات ومواعيد ولجان وأوراق ومحامون وملفات حتى يزهد صاحب الحق في حقه و (ينسى الموضوع) !. ** القضاة في حلقة (أروح لمين؟ !) يحولون حياة المطلقات إلى جحيم ..لا نفقة ولا حضانة ولا حق ولا باطل! .. جمعت الحلقة صرخات إنسانية مكتومة من شأنها أن تهز ضمائر الجدران الصامتة فما بالها لا تحرك ضمائر البشر؟ ! .. على أية حال من هنا حتى صدور مدونة للأحوال الشخصية نستطيع أن نقول بأن الحلقة أعادت تذكيرنا بواقع مرير لا معنى لإنكار وجوده، في هذه الحلقة أيضا لعب القصبي دور القاضي (الدنجوان) ..أعجبته المرأة الجميلة التي طلبت الطلاق من زوجها بسبب شخيره المزعج فطلقها منه فورا كي يتزوجها هو ! .. (شخير وتحرش)!. ** القاضي في حلقة (المصعد) يحكم لصالح القصبي والسدحان في قضية حضانة أمهما (رقية) التي رفعها ضدهما خالهما النحيس (السناني) ..والقاضي في حلقة (بدون وكيل) يرفض النظر في بطاقة سيدة الأعمال ويصر على أن تحضر لها (معرف) يثبت شخصيتها! ..أما القاضي في حلقة (ردد ياليل) فقد كان وجوده مثل عدمه ولكن عدمه ليس مثل وجوده! ..وهو معذور في حضوره الغائب! ..حيث بدا واضحا أن المطلوب في هذه الحلقة هو تجسيد شخصيتي السوداني وأبو مساعد وهما يترافعان أمام قاض صامت .. بغض النظر عن القصة أو الموضوع! !.