معالي وزير العمل بقراراته الأخيرة أعطانا للمرأة بعض حقوقها بتأكيد أنها بعد زمن وجيز سوف تكون في موقع مسؤولية عمل مرموقة.. لا أعاتب الوزير بتأخر هذه القرارات، حيث الأمر محاط بكثير من وسائل التعطيل.. والخروج التدريجي من هذا التعطيل هو مسؤولية ضرورة كان يجب أن تراعى فيها عدالة الإسلام من ناحية واحترام وعي ومفاهيم الأكثرية الكبرى من السكان من ناحية أخرى.. مثلما نريد من معاليه أن يواصل مسؤولياته الجيدة والمرموقة ك«فقيه» فإننا أيضاً - والشواهد عديدة - أصبحنا نلمس وبوضوح أن ثقافة الشباب ورجال الأعمال ومسؤولي الثقافة والإعلام والمديرين لكفاءة العمل في مختلف القطاعات هم وعياً ومعلوماتياً لديهم كفاءة «الفقيه»، ذلك أن شمول الإسلام في بلادنا منذ أربعة عشر قرناً قد نشر كفاءة الإدراك لعدالة الإسلام وتميزه بتطور الإنسان العقلي والإنساني منذ انتزاعه من عزلة البداوة والقبيلة إلى شمولية انتماء عام يحقق الإسلام تطور وعدالة عضويته.. حقائق مشرفة في مجتمعنا يجب أن نعترف بها، وتميزات عدالة إسلامية يجب أن نطبقها، ولاشك أن كل مواطن يدين لخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجزالة التأسيس المتنوع لكثير مهم لم تعرفه الدول النامية بعد، من اتجاهات الانطلاق الرائع اقتصادياً وصناعياً وتقنياً وثقافياً.. الرجل العظيم موجود في فكر المواطن.. لا كحاكم فقط وإنما كرجل رائد فيما أسس.. ثم من غير المنطقي أن نقبل بوجود تناقضات اجتماعية غير مشرفة إطلاقاً، فنحن عايشنا وضوح وجود المرأة الإداري والثقافي، وتواجدها بكفاءة إدارة لكثير من مواقع التقدم وكذا أخبار عضويتها في حضور دولي مشرف، وكان من المضحك أن نسمع باقتراح هدم الحرم منعاً للاختلاط، ولا تستطيع أن تفهم كيف كان يحق للمرأة أن تقود الجمل ثم لا يحق لها أن تقود السيارة.. مازلنا نذكر وجودها في أسواق البيع التجاري قبل خمسين عاماً، ثم إذا بنا نسمع من يقول بأن عليها ألا تخرج من بيتها إلا بيد زوجها.. إن من يسافر إلى دول أوروبية يرى واقعياً براعة استقلالية شخصية المرأة السعودية النزيهة، وفي الوقت نفسه جزالة أمومتها..