في أواخر عصر الدولة العثمانية ، وتحديداً في فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني ، أطلق الأوروبيون لقب ( الرجل المريض) على الأمبراطورية العثمانية لما أصابها من الضعف ، شأنها في ذلك شأن الأمم والدول والممالك ، تبدأ من ضعف ثم من بعد الضعف قوة ثم من بعد القوة ضعف وشيبة ، وهذه سنة الله في خلقه ، فسبحان الحكيم الخبير . الرجل المريض الاًن هو الوطن العربي ، وهو ذاته الذي كان مريضاً أيام السلطان عبد الحميد الثاني ، رحمه الله ، ومرضه اًنذاك عبارة عن دمامل كان يعاني منها ومن اًثارها الجانبية ، واستمرت الدمامل على ما هي عليه كامنة تحت الجلد حتى انفجرت في شكل ثورات على من تولى أمور المسلمين من أيدي الذين تقاسموا تركة الرجل المريض وبتوصية منهم . قد يتراءى للبعض أن هذا الرجل شفي من مرضه العضال عندما تم هدم الخلافة الإسلامية ، ولم يدر بخلدهم أن تولي حكم بعض أرجائه من الأقليات والطوائف المشكوك في نسبها إلى أمة الإسلام هو المرض عينه ، والسقم ذاته ، فالنصيرية التي ابتلي الشام بها ، عاثت فيه فساداً ونعمت بنو صهيون بالسلام والأمان في جوارهم ، كانوا ومازالوا سرطاناً ينخر في جسد أمة الإسلام ويفت في عضدها أمام عدوها الأول . وهذا العقيد القذافي الذي قال أمام الملأ : أنا لست رئيس دولة ، أنا زعيم ثورة . صدق وهو كذوب ، فهو زعيم عصابة ، فكتائبه تجوس خلال الديار بجرائمها ، ووجوده جرح يثعب دماً وقيحاً وصديداً في جزء من جسد الوطن العربي . والعراق يئن أنين الموجوع من حكم الروافض الأنجاس ، وقس ما لم يقل في بقية أجزاء هذا الرجل المريض مرضاً مزمناً. فعلاجه يستلزم جراحة عاجلة تستأصل تلك الأنظمة التي لا سند لها من شعبها ، وبينها وبينه عداء مستحكم ، وتطهير تلك الجروح من أن تتلوث مستقبلاً بجراثيم الأقليات والطوائف وفسادها الفطري ، مع تحصين الوطن بمضادات تمنع حسن الظن بمن يخالفك في العقيدة ، فقد قال المثل الشعبي : " اللي ماهو على دينك ما يعينك " والله أعلم .