قرأت في الفصل الثاني من الباب الثاني للواجبات التي يلتزم الموظف ويتقيد بها وهو يمارس عمله المادة(12) (د) عدم قبول الهدايا أو الإكراميات أو خلافه بالذات أو بالواسطة لقصد الإغراء من أرباب المصالح. للأسف إن كثيرا من الموظفين لا يعرفون النظام والأكبر من هذا أن بعض الموظفين يتباهون بالهدايا التي أهديت إليهم من أصحاب المصالح. والهدايا تتنوع ولكن أغلبيتها هي أجهزة الجوالات وأجهزة الحاسب الآلي (المحمول) وتذاكر سفر للعائلة وتصل بعض الهدايا إلى سيارة وغيرها. غياب الرقابة هو السبب الرئيسي لتفشي هذه الظاهرة ونتمنى من أجهزة الرقابة تكثيف جولاتها الرقابية لمنع مثل هذه التجاوزات التي هي في الحقيقة (رشوة) بمسمى هدية. سمعت.. شكوى كثير من الموظفين الذين يجهلون القانون أن السبب لمشاكلهم الوظيفية هو توجيه (شفوي) من رئيسه بالقيام بأعمال مخالفة! ونصت المادة (34) من نظام العقوبات التأديبية التي يجوز أن توقع على الموظف ( يعفى الموظف من العقوبة بالنسبة للمخالفات العادية والإدارية أو المالية إذا ثبت أن ارتكابه للمخالفة كان تنفيذاً لأمر مكتوب صادر إليه من رئيسه المختص ..) أغلبية الموظفين تأتيهم الأوامر شفهية ولا يستطيع الطلب من رئيسه أن يكون (الأمر أو التوجيه) مكتوباً خوفا من المصادمات ويريد ان يكون مسالماً فيقع في مشكلة مع جهات التحقيق . لذلك يجب أن يكون هناك دورة تثقيفية لجميع الموظفين سواء مدنيين وعسكريين قبل انخراطهم في أعمالهم بالواجبات والحقوق التي لهم وكذلك التي عليهم حتى لا يقعوا ضحية لأخطاء غيرهم. رأيت .. زيادة في الدعاوى المقدمة من الموظفين الحكوميين ضد جهة أعمالهم في ديوان المظالم وذلك بعد أن عرفوا بعض حقوقهم. واغلب القضايا المقامة هي إما المطالبة بإضافة بدل طبيعة عمل تجاهلها عمله أو احتساب سنوات الخدمة أو الاعتراض على نقل من منطقة إلى منطقة أو عدم الترقية بأسباب غير نظامية او عدم احتساب علاوة سنوية عند الترقية وغيرها. الزيادة في مثل هذه القضايا يعطي إشارة قوية للمسئولين وأصحاب المناصب أن يدرس أي قرار قبل أن يصدره لعلمه أن هناك من سيشتكي عليه إذا خالف النظام.