سياقة السيّدة السعودية نجلاء لسيارتها في جدّة مؤخراً، ولعدّة أيام، حسب جريدة الحياة، لتخليص مشاوير أسرتها، بعد إضراب سائقها (النذل) عن العمل وسفر زوجها، يُشير إلى ولادة بعملية قيصرية لحِراك نسائي لدينا لا يكتفي بالتنظير في مطالبته بالسياقة، بل بالتفعيل الميداني، دون انتظار التصريح الرسمي!. تُرى ماذا يُضيرُنا.. نحن الرجال.. لو نظرنا إلى فِعْلَةِ هذه النجلاء كتجربة، لا كمخالفة نُقِيم الدنيا حولها ولا نُقْعِدها؟. إنّ الدول المتقدّمة تُصدِر أحياناً قرارات تجريبية في مناحي الحياة، خصوصاً لو كانت المناحي جديدة عليها، ثمّ تُقيِّم نتائجها، فإن كانت ناجحة ثبّتتها، وإلاّ ألغتها وكأنها لم تصدر!. تجربة نجلاء، من وجهة نظري الشخصية، وأنا، قَسَماً عَظَما وبالثلاث، لستُ ليبرالياً، ولا تغريبياً، ولا تشريقياً، ولا مُتفرْنِجاً، ولا زائراً لسفارةٍ ما، ولا بطّيخاً ولا شمّاماً، ولا ولا ولا، هي تجربة ناجحة، فصاحبتها لم تُسْتهجن من الآخرين خلال سياقتها، ولم تتعرّض للأذى، ولم يعترض طريقها أيُّ شخص، بل خلّصت مشاوير أسرتها بدلاً من تعطيل مصالحها وإصابتها بالشلل الرُباعي، ويقول عنها من شاهدها وهي تسوق، إنها كانت مُحتشمة، وقورة، واثقة جداً من نفسها!. هناك سيّدات أطلقْن مُبادرة (سأقود سيارتي بنفسي) من أنفسهنّ وبلا تصريح، وهذه فوضى، والبديل المنظّم هو (سوقي سيارتك بنفسك) بتصريح ودون خلوة مع سائق أجنبي، فالمرأة السعودية راشدة، فلماذا ينظر إليها البعضُ عكس ذلك؟! وهي موضع ثقة فيما هو أعظم من السياقة، والسياقة قد تكون للضرورة التي لها أحكام، في ظلّ الشرع، لا في عراء الموروثات والتقاليد!!.