نسيبة بنت عبد العزيز المشوح - نقل عن الاسلام اليوم منذ يومين طرح الشيخ سلمان العودة على شبكات التواصل الاجتماعي تعجباً هو للاستفهام أقرب .. ! يتعجب الشيخ الفاضل من عتبنا على العالم لأنه لا يتدخل لصالحنا .. كنت قد أجبته على ذات الشبكة بجُملٍ مُقتَضَبة .. لكن حين احتواني الليل .. و أَوَت روحي إلى السكون بكل صفائه .. وجدتُ أن هناك الكثير مما يقال : في الحقيقة نحن لا نعتب على العالم .. بل نطالبه ..” والفرق بين الاثنين كبير” .. بالتدخل .. بل أكثر من ذلك هو مجبر على التدخل لصالحنا لأنه جزءٌ مهم من مآسينا .. لأنه هو من صنع ركام القهر الذي نعيش تحته .. لأنه دوماً يتدخل ضد أحلامنا , وأشواقنا , ومصالحنا .. لأنه هو فسح دم الأقحوان .. وأعدم الفجر على التلال ..! لأنه هو في حربٍ لا أحد إلى اليوم .. يدري لها كَنهاً .. ذبح الناس في الأعراس وبيوت العزاء .. وبينهما .. كم لنا من حُلمٍ سليب .. كم لنا من دمعٍ سكيب ..! نحن نعترف به حين يُسقط من يده الخنجر التي يذبحنا بها .. حين يمزق الحبل التي يشنق بها غدنا .. لكن الأهم هل يعترف هو بنا !؟ ومتى ..؟؟ متى يرانا كيان مهماً وليس سوقاً لكمالياته الرخيصة ..!؟ متى يرانا جموعاً من البهاء .. تحمل الخيرية لكل الدنيا .. لا يضرها أن هناك قلة تندس بينها .. تحاول تعكير مسارها الأجمل .. متى يرانا حضارةً قادرةً على أن تُضفي على الدنيا شيئاً من البريق .؟! الذي خبا بسبب نيرانهم التي تركت في جسد البشرية جراحاً يصعب برئها .. ! أي جبروتٍ هذا .. بل أية فجاجةٍ تلك التي تجعل قوةً تدّعي الديمقراطية .. تدخل أراضٍ ليست لها ..؟! وتنفِّذ مهماتٍ هي إلى القذارة أقرب بدون إذنٍ أو حتى إشعار ..!! نحن نمتن لكل حضارةٍ نَقبِس منها شيئاً من حكمة .. أو بصيصاً من تطور .. ونفتح ذراعينا .. لكل من يدفعنا إلى الأعلى .. نحن محرومون من التقدم لأننا نعيش تحت سُجُف الاستبداد .. الذي ساهموا في صناعته .. والذي أول ما يفعله هي قتل قدرة الشعوب على أي لونٍ من ألون الإبداع .. وحديثُ الثورات ليس عنا ببعيد .. فقد أبهرنا العالم .. بثوراتٍ بيضاء .. سيسجلها التاريخ في صدر صفحاته .. أبهَرنا العالم حين أعلنَّا أن لا قابلية لدينا للعبودية بشتى ألوانها .. وأننا أحرار مُذ ولدتنا أمهاتنا .. وأننا قد نرتقي مُرتقاً صعباً .. من أجل أن نحظى بكرامةٍ تليق بآدميتنا و إنسانيتنا .. وحين يكتمل تحررنا سنهب البشرية خيراً كثيراً .. كما كنا في كل عصور ازدهارنا .. نعم .. قال القرآن الكريم .. ان هناك الكثير من عند أنفسنا .. ولكنه قال أيضاً إنه مكر الليل والنهار .. وبين هذه وتلك نشق طريقا مليئاً بالعثار ..! ولكنَّ أُفُقَاً مُضيئاً ينتظر طلائعنا المشرئبة نحو زمنٍ جديد .