خالد السليمان - عكاظ السعودية في الانتخابات البلدية السابقة حرصت على التواجد في المركز الانتخابي منذ ساعات الصباح الأولى لأحظى بشرف أن كون أول ناخب في دائرتي مدفوعا بحماستي لممارسة حقي الانتخابي في الاختيار وتعزيز روح الممارسة الديمقراطية في تجربتها الأولى! هذه المرة لا أدري إذا كنت سأكون آخر واحد يدلي بصوته، فما بين إحباطي الشديد من أداء المجالس البلدية الذي لا يحفزني لتكرار تجربة الانتخاب، ورغبتي في التمسك بأهداب الممارسة الديمقراطية تكمن حيرتي التي ستبقى في حالة تقلب ما بين المشاركة وعدمها حتى الساعات الأخيرة من يوم التصويت! وإذا كان هذا حال متحمس شديد الحماسة للممارسة الانتخابية سطر العديد من المقالات في الانتخابات السابقة لحفز الناس على قيد أسمائهم وممارسة حق التصويت فكيف هو حال من هو أقل منه حماسة واهتماما؟! فقد يكون الدافع الوحيد لمشاركتي هذه المرة هو أن أتمسك بحق الممارسة الانتخابية حتى وإن كانت التجربة السابقة محبطة ومخيبة للآمال، لقد كنت أنتظر من المجلس البلدي الذي ساهمت في انتخابه أن يغير شيئا في واقع حياتي في مدينتي التي أعيش فيها، لكن أي شيء لم يتغير! ولا تحدثوني عن عدد الاجتماعات والجولات والقرارات التي أنتجتها هذه المجالس المنتخبة، فالعبرة ليست في الأعداد والأرقام على صفحات الورق، وإنما في انعكاس نتائجها على واقع حياتنا! للأسف كان للمجالس البلدية حضور على صفحات الصحف أكثر من حضورها على أرض الواقع، والسبب ليس قصورا في كفاءة أو إخلاص أو عزيمة أعضائها وإنما لأن هناك من لم يسمح لهذا المجالس أن تمارس دورها وفق صلاحياتها غير المفعلة، فقد تغلبت روح المنافسة والمصادمة عند بعض الأمانات والبلديات على روح التكامل والتفاعل فكانت النتيجة جعجعة بلا طحن! أما تغييب المرأة عن ممارسة حق «الانتخاب» في هذه الدورة فلا مبرر له، فإذا كانت ست سنوات غير كافية للاستعداد لتهيئة مشاركتها فكم من الوقت يكفي؟!. إن المرأة السعودية لا تطلب مقعدا أماميا في عرض مسرحي ترفيهي، وإنما تطلب ممارسة حقها الأصيل الذي تكفله مواطنتها التي لم تفرق بينها وبين الرجل في الواجبات والمسؤوليات! العزاء الوحيد الذي يشفع للمجالس البلدية السابقة هو أنها شكلت نواة التجربة الأولى التي يمكن تقييمها وتطويرها والبناء عليها، فخطوة الألف ميل تبدأ بخطوة، ونحن على الطريق الذي لا نملك إلا مواصلة سلوكه لنشر ثقافة الانتخاب وزرع روح ممارسة حق الاختيار!