قبل بضع سنين أو هي ست سنوات على الأرجح نفخت الروح ودبت الحياة في أوصال مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني ألا وهي المجالس البلدية «يومئذ فرح الناس أيما فرحة» للاعتراف بكينونتهم من خلال تمكينهم من الإدلاء بأصواتهم لاختيار ممثليهم للنهوض بأعمال ومسؤوليات العمل البلدي في مدنهم.. اللجنة العامة للانتخابات بوزارة الشؤون البلدية والقروية لم توفق في هذه الدورة التي انتهت انتخاباتها بغروب شمس يوم الخميس 1/11/1432ه وقرأنا قبل بدء التصويت وبعد الانتهاء عن ضعف شديد في الاقبال على صناديق الاقتراع وممارسة الحق في التصويت.. قرأنا.. وسألنا وبحثنا عن أهم أسباب الإحجام عن التصويت فبدا لنا عدم قناعة المواطن بالمجالس البلدية، وتساءل البعض عما قدمت تلك المجالس في الدورة السابقة التي استغرقت ست سنوات بالتحديد!! لقد انفض سامر تلك المجالس في زفة بدون معازيم!! لا بد من إعادة النظر في لوائح المجلس البلدي وتحويله من مجلس استشاري لا يقدم ولا يؤخر إلى مجلس يمارس وظيفة الرقابة والمساءلة على الأمانات والبلديات والمجمعات القروية لقد انتهت فترة تلك المجالس البلدية ولكنها لم تترك أي أثر يذكر سوى صور تذكارية لهم وهم يصيخون السمع إلى أمين المدينة ورئيس البلدية ويرددون كلنا آذان صاغية «يا بايع الفجل بالمليم واحدة، كم للعيال وكم للمجلس البلدي». ضوء: فشل التجربة يفتح الباب للمحاولة مرة أخرى!!