عبد الله باجبير - الاقتصادية السعودية ""انتخبوني تجدوا ما يسركم"".. هذا الشعار الذي كان مرفوعاً قبل ست سنوات مضت والذي أطلقه أعضاء المجلس البلدي في ""جدة"".. وبعدها ""ما حصلش""!! قالوا قديماً كلام الليل مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح.. ولكن حديثاً تم تعديل المثل وأصبح كلام الانتخابات هو المدهون بالعسل. في جريدة ""المدينة"" في عددها الصادر بتاريخ 13/4/2011 خبر مهم يفيد أن ديوان المظالم قد تلقى شكاوى مواطنين تمهيداً لمقاضاة أعضاء المجلس البلدي ""في جدة"" بدعوى عدم التزامهم ووفائهم بالوعود التي أطلقوها للناخبين في حملاتهم الانتخابية للدورة الأولى قبل ست سنوات!! خبر مهم ويدعو للوقوف أمامه وقراءته مرات.. إنها المرة الأولى التي يلجأ فيها المواطنون إلى مقاضاة أعضاء المجلس البلدي.. يفترض أنهم ممثلو الناس وكلمتهم المسموعة لدى أولي الأمر.. فإذا بهم ينقبلون ضدهم ويتقدمون بشكوى تمهيداً لمقاضاتهم.. لماذا؟ ببساطة لأن المواطن مل من المراوغة.. بح صوته من كثرة النداء.. تكررت مطالبهم العادلة للأعضاء الذين سبق ووجعوا دماغنا.. بوعودهم وبرامجهم الانتخابية.. بأن البحر هيبقى طحينة!! ولكن ما في مصلحة قضيت.. وبقيت ملوحة البحر تملأ أفواههم ويسألون عن كوب ماء عذب يروي عطشهم. لقد كانت قوائم الوعود الانتخابية طويلة ولامعة.. تنطق بالصدق.. وبسرعة صدقها المواطن وسارع بانتخاب رافع الشعار!! أملاً منه في الوفاء بوعوده، حتى إنها طالت دور السينما وحل مشكلة البطالة التي تتفاقم يوماً بعد الآخر.. ومشكلة السكن التي لا نرى فيها بصيصاً من الأمل.. والتي بدورها من أهم أسباب العنوسة التي تتفاقم في ""جدة"" بل في المملكة كلها، فلا شفنا ""سكن"" ولا فرص عمل.. ولا حتى شفنا دور سينما.. ومن الواضح أننا فهمنا موضوع السينما دا غلط.. وأن أعضاء المجلس البلدي هم من يجيدون التمثيل!! والناخبون هم المشاهدون الذين دفعوا ثمن التذاكر وبقوا ست سنوات ينتظرون الممثلين الذين هم فص ملح وداب!! إن شكوى المواطنين لا تزال قيد الدراسة قبل السماح بقبولها من قبل المحكمة الإدارية وليتها تفعل.. وإننا هنا نضم صوتنا إلى صوت المواطن البسيط بأن تسمح المحكمة الإدارية بقبول مظالم المواطنين.. وأن يطبق القانون على أعضاء المجلس البلدي ممن أخلوا بوعودهم لمنتخبيهم، بحيث يفكر الناخب ألف مرة في زغللة أعين المواطنين البسطاء وبوعوده اللامعة.. قبل الانتخابات البلدية القادمة والتي هي على الأبواب.. ربما.. ولعل وعسى أن ينفذوا وعد من سبقوهم وأخلوا بوعدهم.. قبل أن تغرق ""المدينة"" مرة أخرى في مياه الأمطار والسيول وتنفيذ مشاريع الأنفاق والجسور التي لم تر النور حتى الآن.. وإيصال الخدمات الضرورية للمواطنين.. وتوفير الوحدات السكنية لغير القادرين. سؤال العدد.. للأذكياء فقط.. من هو.. الذي إذا وعد أخلف؟! والإجابة معروفة ولا نكررها. والمهم إذا رشح هؤلاء أنفسهم مرة أخرى وسيفعلون فلا تعطهم صوتك.