نقلت إحدى المواقع الإلكترونية تصريحات للكاتبة الصحفية "فاطمة ناعوت"- قالت فيها: إنه إذا جاءت نتيجة الاستفتاء على الدستور ب "نعم" فإن الثورة ستشتعل مرة ثانية، وذلك لثقتها في وعي شباب ثورة يناير، وأنها ستنزل ميدان "التحرير"- حتى لو كانت بمفردها- بإسقاط الدستور. قرأت هذه التصريحات وضحكت كثيرا للديموقراطية المفرطة التي تتمتع بها الكاتبة التي من المفترض أنها تحمل وعيا سياسيا لكنها على ما يبدو مازالت متأثرة من العقود ب30 عاما من الديموقراطية على طريقة الحزب الوطني (الديموقراطي)، أو ربما مزجت بين الفكر القديم وفكر الثورة فخرجت بسياسة جديدة نستطيع أن نطلق عليها ديكاتورية الاعتصام، وهي أن أي شيء لا يعجبك في البلد حتى ولو كانت انتخابات نزيهة وشفافة فإن الحل هو حشد الاتباع والنزول إلى ميدان التحرير. ما شفى غليلي وأراحني هو كم التعليقات الواعية من شبابنا على اختلاف انتماءاته وكيفية تعامله مع مثل هذه العينة من الآراء التي تهدم ولا تبني حيث كتب أحد المعلقين باسم مستعار هو (محبط ولكن)قائلا : اما و قد اخترنا الديمقراطية فلابد ان نقبل لكن لابد من البحث في اسباب نجاحهم و فشل المثقفين و شباب الثورة. أنا ارى ان الثورة و الأحزاب سواء جديده أو قديمة يجب ان لا تبقى ثورة مثقفين ، يجب ان تنزل و تصل الى البسطاء ببساطة هناك طريق طويل و لا ننسى ان الإخوان بدأوا منذ 1928 تقريبا الحزب الوطني من 1974 اما الثورة و مؤيدوها فقد بدأوا من شهرين اعتقد ان ما حدث هو نتيجة لذلك. ولعل أنسب تعليق تستحقه ناعوت هو ديموقراطية بديكتاتورية حيث كتب آخر تحت هذا العنوان: لماذا ترضى اذا كانت النتيجة لا وتعتصم اذا كانت النتيجة نعم اليس من حق الجميع ابداء رأيه مثلك اما من يحاول اطلاق الشائعات بان الانتخابات مزورة فهو كاذب وكما دعا الاخوان ل(نعم) دعت الكنيسة ل(لا) هل هذا حوار المثقفين اما لا واما الاعتصام وأضاف: لا نسمح لأي انسان ان يهددنا وليس كل من قال نعم جاهل او إخواني او حزب وطني او خائن فكل من يقول ذلك فهو متخلف لا تلعبوا دور الاوصياء على الآراء والعقول امثالكم هم عنوان التأخر ونحن لم نتخلص من ديكتاتور لنكون تحت وصاية 3ملايين ديكتاتور يضغطون علينا بميدان التحرير لقد تعلمت اثناء دراسة الدكتوراه في تاريخ مصر و حضارتها فن قراءة الحدث ولذلك قلت نعم بحرية فلا للمزايدة والديكتاتورية. الانتقادات التي وجهت للكاتبة لم تكن من معارضيها في الرأي فقط وإنما كانت من الطرفين فحتى المتفقين مع ناعوت في عدم قبول الاستفتاء رأوا دعوتها تندرج إطار الهمجية والفئوية وربما البلطجة فمن لا يعجبه الرأي الاخر فعليه بالاعتصام. ربما أجمل التعليقات جاءت من عفويتها وطرافتها حيث كتب سمير البورسعيدي يقول: دى مش ديمقراطية يا فاطمة دى مهلبية و فرض الراى بالقوة مش معقول الاغلبية تقول نعم انتى بتفكرينى بالحزب الوطنى نفس المنهج و نفس الطريقة الشعب فى اتجاه و انتى فى اتجاه تانى - خدى معاكى بطانية علشان محدش هيديكى حاجة زى ايام الثورة لان الناس مش هتتعاطف معاكى و يمكن يعارضوكى بشدة - عجبى على اللى بيقولوا ديمقراطية، وإنا أيضا أضم صوتي لصوت الأخ سمير وأطالب الأستاذة فاطمةب أن تأخذ معها وسادة (مخدة) [عشان نموسيتها هاتبقى كحلي].