أطالب «الجزيرة» بإعادة لقاءات القذافي محمد بن سليمان الأحيدب - عكاظ السعودية الإعلام عمق ونظرة ثاقبة ونظر واسع ومبادئ، لا تقل لي إن الإعلام وليد اللحظة وأسيرها وباعث مواقفها دون تمحيص وبعد نظر وفراسة ومعرفة بالأشخاص وما يمكن أن يحدث منهم. قناة (الجزيرة) خصم القذافي اللدود اليوم والعدو الأول على لسان ابنه (زيف) الإسلام القذافي في تهديداته لشعب ليبيا الحر، هذه القناة مع كامل (الاعتراف) بها كمنبر إعلامي ولم أقل (الاحترام) لها كمنبر إعلامي؛ لأن الاحترام مرتبط بالمهنية والالتزام بأخلاقيات العمل الصحافي، هذه القناة هي أكثر من دعم القذافي نفسياً وأسهم في إفراطه في الغرور والاستعلاء، وهي من تسبب في تشجيعه على التمادي في الاستكبار على شعبه وأبناء الأمة العربية أجمع، وهي وحدها من ساند هذا المجنون فجعلته يصدق أنه العاقل، وهي من فاقمت إصابته النفسية بمرض جنون العظمة على حساب شعبه والأمة العربية. قناة (الجزيرة) التي تتهم اليوم بمبالغتها في تضخيم ما يحدث في ليبيا، وهو ضخم بطبيعته، هي من ساهم في تضخيم القذافي وهو صغير بطبيعته، وجعلته يصدق أنه الزعيم الملهم الفاتح المبدع المفكر صاحب الأفكار الخلاقة. أليست (الجزيرة) هي أكثر من استضاف معمر القذافي في حوارات مسجلة، مسبقة الصنع باللغتين العربية والإنجليزية؟!، أليست قناة (الجزيرة) هي من خصص لهذا المريض أطول ساعات الحوار؟!، أليست القناة ذاتها هي من جند كل محاوريها ومقدمي برامجها، ليس باللغة العربية فقط بل وحتى باللغة الإنجليزية للحصول على شرف استضافة العقيد المعقد ومنحه الوقت للتحدث كمفكر وهو لا فكر لديه، ومنظر وهو لا نظرة عنده، وكديمقراطي وهو الدكتاتور المتسلط وكعاقل وهو المجنون. أليست قناة (الجزيرة) هي من منحته الفرصة دون مقاطعة لكي يعرف الديمقراطية بأنها (ديمو كراسي) (جلوس الدهماء على الكراسي)، وأن شعبه يقيم اللجان الشعبية والبطولات الشعبية ويمارس الديمقراطية الحقة كما يراها القذافي، الذي يمارس اليوم إبادة شعبه لأن (الجزيرة) جعلته وبعض مناصريه يصدقون أن ضيف (الجزيرة) هذا هو العاقل والعادل والمفكر والمؤلف الذي روج لكتابه الأخضر أكثر ما روج عبر الجزيرة. ألم تجعل (الجزيرة) منه ضيفاً تلفزيونياً دائماً. إنني أطالب قناة (الجزيرة) أن تعيد جميع الحوارات التلفزيونية التي أجرتها مع القذافي وستجد أنها جزء وسبب مهم لما يتعرض له الشعب الليبي، وأنها كانت تمارس عملا يفتقد للمهنية والفراسة الإعلامية وبعد النظر، وأنها كانت تغيض خصومه بينما هي الآن تغيض صدور أبرياء حجرتهم في غرفة مع مسلح صنعته.