عبد الرحمن بن عبد العزيز الهزاع - عكاظ السعودية انهزم المنتخب في قطر، وضاعت فرصة التأهل لدور الثمانية. لست بكاتب ولا محلل رياضي ولذلك لن أخوض في مسببات هذه الهزيمة وضياع التأهل. ما يعنيني هو أسلوب الطرح والتعامل الإعلامي مع منتخبنا والرياضة السعودية بشكل كامل. من واقع متابعتي المحدودة لما يكب ورقيا وإلكترونيا لاحظت أن هناك حملة شرسة موجهة ضد منتخبنا بدأت مع بطولة كأس الخليج في اليمن التي لم نحقق البطولة فيها، تارة نلقي اللوم على المدرب، وتارة أخرى على اللاعبين، وثالثة على التخطيط والإعداد، استمرت الحملة في ازدياد مع قرب تصفيات كأس آسيا وبلغت أوجها عندما فقدنا التأهل. طرحنا الإعلامي اتسم بالعاطفة وردة الفعل الآنية التي كانت تتحرك في إطار محدود. افتقدنا الكثير من التحليل الصائب للفترة التي كانت تمر بها كرة القدم السعودية. افتقدنا الطرح الموضوعي الذي يقدم النصح والتوجيه للاعب والمدرب. لوم، وتهجم، وتهكم على المنتخب، وتشكيك في النوايا وإقلال من شأن كل تخطيط أو توجيه لتحسين المستوى. عندما فقدنا الأمل في التأهل لكأس آسيا كان الجرح عميقا ومن هنا انبرت الصحف الورقية والإلكترونية والمنتديات تصب جام غضبها بلا موضوعية على ما حصل فتألبت الجماهير الرياضية وازداد نقدها اللا موضوعي للمنتخب، بل إن البعض بدأ يلامس الثوابت الوطنية ويشكك في المنهجية الإدارية والحكومية في التعامل مع الأحداث ومن بينها الرياضية. الإعلام في الأزمات له منهجيات وأساليب غابت عنها الكثير من وسائل الإعلام في بلادنا. كنا نعيش أزمة كروية متأججة وكان إعلامنا يزيد النار اشتعالا ويهيج الجماهير وينتقد المسؤولين، في الوقت الذي كنا نبحث فيه عن طرح موضوعي ومنطقي لواقعنا الكروي، وإرساء قواعد الثقافة الكروية المتميزة التي تنمي لدى المواطن فكرا نيرا يمكنه من فهم ما يدور حواليه ويعرف أن لكل بطولة ظروفها، وأن كبار المنتخبات الدولية سبق لها أن ودعت بطولات في مراحلها التمهيدية. تصوروا معي وضع لاعبينا وهم يقلبون بين أيديهم الصفحات الرياضية في صحفنا ومجلاتنا، أو يتنقلون من منتدى رياضي لآخر. تصوروا وهم يواجهون هذا السيل العارم من الانتقاص والتشكيك في قدراتهم ومهاراتهم وتمثيلهم للوطن. كيف يمكن لآمالهم أن تقوى، وطموحاتهم أن تسمو، والآخرون بنقدهم الجائر يرسمون لهم مستقبلا مظلما بعيدا عن منصات التتويج في البطولة. كنا نبحث عن إعلام أزمات رياضية يعرف كيف يتعامل مع الجمهور ويقنعهم بتقبل أي نتيجة يمكن أن تحصل خارج الإدارة مع التقدير لما يبذله المسؤولون واللاعبون من جهد في سبيل تحقيق أي بطولة. كنا نبحث أيضا عن إعلام أزمات يبث روح الأمل ويساند ويشجع اللاعبين على تحقيق الأفضل بدلا من كيل الانتقادات والانتقاص من القدرات وتكون النهاية زيادة الجرح هزيمة يتحدث عنها القاصي والداني.