هل صحيح أن خبيراً أجنبياً جاء من جنيف إلى جدة ليحلل شخصية رجل الأعمال ورئيس غرفة جدة صالح كامل ليقول إنه يهدد أمننا؟ من خلال حجم الشتائم التي يوصف بعضها بالقذف، يتضح أن موضوع هذا الخبير مفبرك. وهنا ينبغي أن ننطلق من هذه المسألة لفتح ملف الشتائم والتكفير والكراهية التي دأبت مواقع الإنترنت على نشرها. بالأمس نالوا من القامة الرفيعة والمضيئة الدكتور محمد عبده يماني واليوم وغداً سوف ينالون من رموز أخرى! إنه من غير المعقول أن ينهال أصحاب المنتديات والمجموعات البريدية بالشتم والتكفير على كل من (لا يعجبهم) من دون أن نسمع صوتاً لجهة ما وتقول (كفى). من الممكن أن تأتي مجموعات بنكية للاستفادة من خبرة صالح كامل في المصرفية الإسلامية.. ومن الممكن أن يجري صحفي عالمي حواراً معه أو ليؤلف كتاباً عنه، ولكن أن يدعي أحدهم أن خبيراً جاء ليقدم تقريراً فقط لتحليل ماحصل في غرفة جدة ومايحصل من قبل صالح كامل فإن ذلك لا يعد فبركة فقط بل يعد أيضاً شتماً وإساءة للأدب تجاه زوجة الرجل.. ومساساً بأخلاقياته إلى درجة وصفه كأنه يتآمر على أمننا وسلامة وطننا. وبالتالي لابد أن نسأل ما الهدف من وراء نشر هذه الشتائم والصفات الكاذبة على الملأ.. وهل يدرك من نشرهذه الشتائم حجم المسؤولية الأخلاقية قبل المسؤولية القانونية؟ لا أحب أن أتناول مضمون هذه الفبركة لما فيها من خروج على قواعد الأدب . لكن لابد من التنويه بمثال واحد فقط لتبيين حجم ما فيها من تهويل واستعداء: يحذرنا هذا الخبير الأجنبي من الوسطية لأنها تجرفنا نحو الاختلاط لتؤدي إلى بيع الخمور في الفنادق لجذب السائحين ثم بعد فترة استقدام داعرات (هكذا وردت !). وكل ذلك سوف يحدث فقط لأن صالح كامل كما يدعي صاحب الفبركة، يسهم في إضعاف ثوابت الحكم.. وأن غرفة جدة هي المكان الأكثر مناسبة لهدم هذه الثوابت! طبعاً هناك تهماً متفرقة كُتبت بأسلوب ركيك تزيد من هول الفاجعة بالمستقبل الذي ينتظرنا من كثرة الاحتقان الاجتماعي الذي يؤججه أصحاب هذه المنتديات غير الإصلاحية. لذلك أطالب الدكتور كمال الصبحي الذي نشر في مجموعة القاسم البريدية ملخصاً لهذا التقرير وما سبقه من محاضرة لهذا الخبير، أن يطلع المواطنين على هذا التقرير.. وإن كان الأمر صحيحاً، أطالبه أن يرفعه لجهات الاختصاص لكي تتحرى عن خطورة صالح كامل وخطورة تجار جدة الذين يهددون أمننا!