سعد بن جمهور السهيمي - الاقتصادية السعودية انتقلت جرائم خطف الفتيات من الشارع إلى داخل المنازل، وأصبح لا حرمة للمنزل عند هؤلاء المجرمين، تبدأ أحداث تلك الجريمة التي قرأت عنها، وأنا أستعد لكتابة هذا المقال، فكان اختياري للكتابة عن هذه الجريمة البشعة التي تقطع القلب ألماً يقول: محمد عالم السيد، والد الفتاة حذيفة التي اختطفها أربعة جناة برماويون في المدينةالمنورة أخيرا، وتتواصل جهود الجهات الأمنية في البحث عنها، كما نشر في إحدى الصحف أمس، إن عائلته كانت في المنزل وفوجئت بشخص طرق الباب، حيث ذهب أطفاله لفتحه، وحين سألوه عن هويته أفادهم بأنه يحمل أقمشة يرغب في تسليمها لأسرته، وأضاف ""عندما فتح أبنائي الباب فوجئوا بأربعة أشخاص يقتحمون المنزل، وسحبوا زوجتي إلى دورة المياه، وقيدوها بالحبال، بينما أغلقوا باب إحدى الغرف على أبنائي مستغلين غيابي عن المنزل، إذ كنت في زيارة لأحد أصدقائي"". وأضاف والد الفتاة المختطفة، إن المختطفين دهموا ابنته، وهي تصلي في إحدى الغرف، وأخذوها معهم إلى خارج المنزل دون عباءة، واصطحبوها في سيارتهم إلى مكان غير معلوم، وزاد والد الفتاة ""حذيفة"" (الفتاة المختطفة) ""عندما عدت إلى المنزل وجدت أطفالي عند باب المنزل يبكون وعلامات الخوف والرعب ظاهرة عليهم فأخبرتني إحدى بناتي بما حدث، فهرعت إلى دورة المياه، وحررت زوجتي من القيود، وأبلغت الشرطة فورا"". وعن أوصاف الجناة قال والد حذيفة ""كانوا طوال القامة، اثنان منهم كانا يرتديان ثيابا، أما الآخران فعليهما جاكيت وبنطال""، أي جريمة هذه التي يمكن الحديث عنها من قبل هؤلاء المفسدين الذين دهموا بيت العائلة ثم أخذوا الفتاة، حسب الرواية وهي تؤدي الصلاة، لم تشفع لها صلاتها عندهم، ليتركوها، فقلوبهم التي فقدت كل أنواع الإنسانية أبت إلا اقتياد هذه الفتاة، وترك الأسرة تعيش أسوأ حالاتها بفقد ابنتهم، وهي تختطف أمام أعينهم، وفي غفلة من غياب الأب، إن هذه الجرائم التي يرتكبها بعض من ينتسبون إلى الجالية البرماوية نجدها بشعة جدا، ولعل جريمة اختطاف خمسة أشخاص ممن ينتمون لهذه الجالية في مكة عام 1429ه لامرأة وابنتها، وفعلوا بهما الفاحشة بالقوة بعد تهديد الأم بقتل ابنتها بالسلاح الأبيض، فاستجابت لمطالبهم، وتمكنت الجهات الأمنية من القبض عليهم. توعية الجالية ويقول شيخ الجالية البرماوية في المملكة عبد المجيد أبو الشمع، وفقا لما نشر في إحدى الصحف، أن عدد أفراد الجالية يبلغ 300 ألف نسمة، منهم 50 ألف نسمة في جدة، وثلاثة آلاف نسمة في المدينةالمنورة، مثمنا توجيه خادم الحرمين الشريفين الأخير بتصحيح أوضاع أفراد جاليتهم. والمتابع يجد أن هناك اهتماما بتوعية هذه الجالية وغيرها في مكةالمكرمة، ونتمنى أن يكون ذلك موجودا في المدينةوجدة حتى تختفي جرائمهم، ومن يسير على نهجهم في الجاليات الأخرى، وكما علمت أنه تقام لهم دورات توعوية بشكل مستمر عن طريق مراكز الأحياء في مكةالمكرمة، وآخرها دورة استهدفت أكثر من 400 من دعاة الجالية البرماوية، وأعضاء مجالس الصلح، والمناديب لتأهيلهم للعمل في برنامج القيم في إطار البرنامج الدعوي الذي تنظمه لجنة القيم والمبادئ لإحياء قيمة الصلاة والدعوة إليها والتذكير بها، ولعل هذه البرامج الدعوية تسهم في تقليل جرائمهم، وهم ليسوا الجالية الوحيدة في ارتكاب الجرائم لكن جرائمهم هي أكثر الجرائم التي تهز المجتمع لأنها انتقائية، وتتعلق بالعرض والشرف في أكثرها، ولنا في جريمة اختطاف فتاة المدينة تأكيد على ذلك وقبلها جرائم في مكةالمكرمة مختلفة نسأل الله أن يهديهم ويرد الضالين منهم إلى سواء السبيل.