تساءلت قبل سنوات في هذا المكان ما الذي يمنع أن تدرس الجهات المختصة فكرة تأخير صلاة العشاء ساعة واحدة عن موعدها في كل مدينة سعودية؛ بحيث تغلق جميع المراكز التجارية والأسواق مع صلاة العشاء، ولا يتبقى سوى الضروريات كالمطاعم والتموينات والصيدليات ومحطات الوقود؟ أليس في ذلك تيسير على الناس وتوفير للجهد البشري والطاقة الكهربائية وتخفيف للزحام؟ عرضت عليكم حينها رسالة مؤثرة جدا لأحد العاملين في المجمعات التجارية في إحدى المناطق.. أذكر منها سؤاله المرير: هل نقف الساعات الطوال ونحرم أنفسنا وعائلاتنا من اجتماع الأسرة من أجل أن يستمتع الآخرون بالتسوق مع أطفالهم حتى ساعة متأخرة من الليل؟!.. لقد وصلت يا أخ صالح لسن الستين وأطفالي لا يعرفون عن والدهم سوى أنه في العمل".. اليوم أظن أنه حان الأوان جديا لنفكر في مسألة تأخير صلاة العشاء.. طالما أنه لا يوجد مانع شرعي.. وفي المقابل توجد أسباب عدة وضرورات كثيرة للتأخير.. خطوة كهذه ستكون لها فوائد كثيرة اقتصادية واجتماعية وصحية وأمنية.. ثمة فكرة مشابهة تم تنفيذها في الرياض حينما تم إلزام جميع المحلات بإغلاق أبوابها عند الساعة الثانية عشرة ليلا.. باستثناء محلات التموينات الكبرى والصيدليات.. كانت انعكاسات القرار إيجابية للغاية.. ولو كان القرار بيد التجار لفتحوا أسواقهم 24 ساعة! لماذا لا نؤخر صلاة العشاء بحيث يتم إقفال جميع المحلات بعد صلاة العشاء؟.. ما الذي يجعلنا مختلفين عن سكان كوكب الأرض؟! في شارع أكسفورد الإنجليزي الشهير لن تجد محلا واحدا يفتح أبوابه بعد التاسعة ليلا.. بينما الناس هنا يتسوقون ويتسكعون في المولات حتى منتصف الليل.. ما الذي يجعل هذا المجتمع فريدا من نوعه في الدنيا؟!