بعد الجهد الأمني الذي قدمته وزارة الداخلية السعودية، وأسفر عن القبض على 19 خلية إرهابية، فتح العديد من الكتاب الصحفيين اليوم، ملف محاربة الإرهاب، على المستوى الفكري والمجتمعي ومدى المساهمة التي يمكن أن يقدمها أفراد المجتمع، خاصة التصدي لظاهرة استهداف صغار السن من السعوديين، فيطالب الكاتب الصحفي عبد العزيز السويدي بدراسة الإرهاب كظاهرة اجتماعية اقتصادية، وينبه الكاتب الصحفي خلف الحربي إلى خطورة دور المحرضين في تشكيل الفكر الإرهابي، ويؤكد د. عبد العزيز جار الله الجار الله ضرورة توفير الوظائف وتفعيل الأنشطة الشبابية، ويرى الكاتب الصحفي محمد اليامي أن ظاهرة التسول بالمملكة ليست بعيدة عن مصادر تمويل الإرهاب، ويطالب بتجفيف هذه المصدر. يتفق الكاتبان الصحفيان محمد الرطيان في صحيفة "المدينة" وخالد حمد السليمان في صحيفة "عكاظ" أننا نحن أول من ابتكر مصطلح "بقايا الحجاج" ورغم ما في لفظ الحجاج من شرف، فقد استخدمناه بطريقة عنصرية، فهذه بضاعتنا العنصرية ردت إلينا، يأتي ذلك تعقيباً على وصف صحفي كويتي للمنتخب السعودي في "خليجي 20" بأنه من بقايا الحجاج.
الكتاب السعوديون: علينا جميعاً معاونة الأمن في التصدي للإرهاب بعد الجهد الأمني الذي قدمته وزارة الداخلية السعودية، وأسفر عن القبض على 19 خلية إرهابية، فتح العديد من الكتاب الصحفيين اليوم، ملف محاربة الإرهاب، على المستوى الفكري والمجتمعي ومدى المساهمة التي يمكن أن يقدمها أفراد المجتمع، خاصة التصدي لظاهرة استهداف صغار السن من السعوديين، فيطالب الكاتب الصحفي عبد العزيز السويدي بدراسة الإرهاب كظاهرة اجتماعية اقتصادية، وينبه الكاتب الصحفي خلف الحربي إلى خطورة دور المحرضين في تشكيل الفكر الإرهابي، ويؤكد د. عبد العزيز جار الله الجار الله ضرورة توفير الوظائف وتفعيل الأنشطة الشبابية، ويرى الكاتب الصحفي محمد اليامي أن ظاهرة التسول بالمملكة ليست بعيدة عن مصادر تمويل الإرهاب، ويطالب بتجفيف هذه المصدر. بداية يطالب الكاتب الصحفي عبد العزيز السويدي في صحيفة "الحياة" بدراسة الإرهاب كظاهرة اجتماعية اقتصادية، للتعرف على أسباب انخراط بعض الشباب بها، خاصة صغار السن، يقول السويد: "إنني في الحقيقة لم أرَ اهتماماً يستحق في بحث الأسباب الاجتماعية والاقتصادية وربط الظواهر بعضها ببعض. لا أعتقد أن أحداً يختلف معي في أنها «الاجتماعية والاقتصادية» من المنافذ والثغرات التي يستطيع الفكر الإرهابي التكفيري استغلالها إن لم يكن يستغلها بالفعل. وعلى رغم عدم توافر إحصاءات، إلا أن الواقع الذي نعايشه يخبر عن تزايد انخراط صغار السن في مجتمعنا في قضايا جنائية"، ويضيف الكاتب محذراً: "هذه الشريحة من صغار السن أرض خصبة للاستغلال بعد أن تأهلت بممارستها لأساليب إجرامية وكسرها للأعراف والقوانين وخروجها على المجتمع"، ويرى الكاتب "أن إعادة النظر وتقويم أساليب التعامل مع هذه القضايا وهي قضايا تؤرق المجتمع، سيحققان نتائج باهرة في مكافحة الإرهاب والجريمة، ويحدان من توافر مجاميع جاهزة للتجنيد، سواء تم التغرير بها بعباءة الدين أم بغيره". ينبه الكاتب الصحفي خلف الحربي في صحيفة "عكاظ" إلى خطورة دور المحرضين في تشكيل الفكر الإرهابي، ويطالب بوقف هؤلاء خاصة على شبكة الإنترنت، يقول الحربي: "إن عمليات التحريض العلنية على شبكة الإنترنت أمر لا يجوز السكوت عليه، خصوصاً أن العديد من المواقع الإلكترونية تحفل بكتابات تحريضية ضد المسؤولين والإعلاميين وبعض وزارات الدولة"، ويعتبر الحربي أن التحريض يختلف عن النقد ويقول: "رغم المسافة الشاسعة بين النقد والتحريض، إلا أن الكثيرين ما زالوا مصرين على خلط الأوراق، واعتبار هذا التحريض هو مجرد محاولة للتنفيس.. وكأن التحريض لا يعد إرهاباً"، ويركز الحربي على الشخصيات المؤثرة في هذا الاتجاه ويقول: "ومما يؤسف له أيضاً أن بعض المشايخ الذين يملكون تأثيراً واضحاً في المجتمع، يدفعهم الحماس أحياناً لتزكية هذه الحملات الإنترنتية التحريضية أو حتى المشاركة فيها"، ويرى د. عبد العزيز جار الله الجار الله في صحيفة "الجزيرة" أن توفير الوظائف وتفعيل الأنشطة وجذب الشباب للمشاركة المجتمعية ضروري للتصدي لظاهرة الإرهاب، مؤكداً أهمية عمل مؤسسات الدولة لمساندة القوى الأمنية، يقول الجار الله: "هناك برامج معطلة في بعض المؤسسات منها الأنشطة الرياضية والدورات الخارجية، والترقيات، والمحفزات الإدارية، والتوظيف في القطاعين الحكومي والخاص، والدافعية الوظيفية.. فلا بد من إتاحة الفرص وتحريك المناشط التي رصدت لها الأموال وخصصت الدولة لها ميزانيات وأيضاً حتى لا يكون للمتربصين والمغرضين حجج ومبررات وأيضاً قطع الخط على المنظمات التي تسعى إلى إغراء وتجنيد الشباب من صغار السن". ويرى الكاتب الصحفي محمد اليامي في صحيفة "الحياة" أن ظاهرة التسول بالمملكة ليست بعيدة عن مصادر تمويل الإرهاب، ويطالب بتجفيف هذه المصدر ، يقول اليامي: "بعضكم على الأقل، ساهم من غير قصد في تمويل هذه العصابات، ولو باليسير من المال، وهي مساهمة كانت في لحظة عطف، أو في ساعة اقتناع بمسألة من وقف أمامكم في مسجد أو بجواركم في شارع"، ثم يطالب الكاتب بالبحث عمن يستحق الصدقة والزكاة فيمن نعرف من حولنا ويقول: "ابذلوا المزيد من الجهد والعناء في البحث في أحيائكم القديمة بين جيرانكم «من أول»، في البحث بين أفراد عائلتكم البعيدين ففيهم رب عائلة ليس لديه إلا راتب «سيكيورتي» أو راتب تقاعد في حده الأدنى، وفيهم المديون المعسر، والمريض، وصاحب الحاجة، واعطوهم هذا الريال".
السليمان: كلنا بقايا حجاج.. والرطيان: هذه بضاعتنا العنصرية ردت إلينا يتفق الكاتبان الصحفيان محمد الرطيان في صحيفة "المدينة" وخالد حمد السليمان في صحيفة "عكاظ" أننا نحن أول من ابتكر مصطلح "بقايا الحجاج" ورغم ما في لفظ الحجاج من شرف، فقد استخدمناه بطريقة عنصرية، فهذه بضاعتنا العنصرية ردت إلينا، يأتي ذلك تعقيباً على وصف صحفي كويتي للمنتخب السعودي في "خليجي 20" بأنه من بقايا الحجاج، ففي مقاله "منتخب بقايا الحجاج!" يقول الرطيان: "ولد تافه وغبي، أراد أن يحصل على بعض الشهرة (مثل شخص تعرّى في الشارع العام)، فوصف منتخبنا الوطني لكرة القدم ب "بقايا الحجاج" وهذا الولد التافه لا يعلم أن "بقايا الحجاج" هم أحفاد رجال صالحين، عبروا القفار والبحار في زمن الصعوبات، ليحجوا إلى بيت الله الحرام.. لا يعلم أنهم جزء مهم من نسيج المجتمع السعودي المتنوع والثري.. لا يعلم أن الحجاج عند المسلمين هي مديح وليست هجاء. لكن هذا ولد تافه وغبي.."، ثم يعقب الرطيان على ردة الفعل الكويتية المستنكرة للوصف الذي أطلقة الصحفي الكويتي ويقول: "تصريحه هذا أزعج الكثير من العقلاء في بلدنا الحبيب الكويت، أكثر ممّا أزعجنا نحن.." ثم يعود الرطيان ليذكر بأننا عنصريون ودائماً ما نستخدم مثل هذه المصطلحات، يقول الكاتب: "وطبعاً كانت هنالك ثورة من الغضب في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية السعودية.. ولكن تعالوا لنناقش الأمر بهدوء: بقايا حجاج، هل ابتكرها هذا الولد التافه، أم أنها نتاج محلي؟! ألسنا نحن الذين قسمنا مجتمعنا إلى طرش بحر، وطرش بر؟! ألسنا نحن أصحاب العائلات التي كأنها فولتات كهربائية: خط 110، وخط 220؟.. ألسنا نحن الذين نصف هذه القبيلة بالهياط، وتلك بالغباء، والثالثة بالنفاق، والرابعة بالنذالة؟.. وتألقنا وابتكرنا ألف شكل وصفة عنصرية لنلصقها بعضنا ببعض.. والآن نغضب لأن ولداً تافهاً وغبياً خارج الحدود قال بعض ما نقوله نحن!"، وينهي الكاتب بقوله: "لا تغضبوا أيها الأهل.. هذه بعض بضاعتنا العنصرية رُدّت إلينا!". ويتفق خالد حمد السليمان في مقاله "بقايا حجاج!" مع ما ذهب إليه الرطيان، يقول السليمان: "لنكن صريحين مع أنفسنا، ونسأل هل جاء الصحفي الكويتي المغمور بمصطلح جديد علينا؟! لا لم يفعل، وحماقته لم تكن في اختراع المصطلح وإنما في استخدامه صراحة من على منبر رأي عام مفتوح!! هذا المصطلح نسمعه منذ نعومة أظافرنا ويتردد في مجالسنا وبين جدران بيوتنا ومزارعنا واستراحاتنا، نردده بين الأصدقاء وتزل به ألسنتنا بين الغرباء، فأولى بنا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب غيرنا!!"، ثم يعلق الكاتب على المصطلح نفسه وطريقة استخدامه ويقول: "تريدون الصدق، بالمعنى الحرفي للعبارة من فينا ليس من بقايا الحجاج؟! ومن منا لم ينحدر من إنسان أدى فريضة الحج؟! ومن منا ليس من نسل آدم وحواء؟! جميعنا بقايا حجاج، وجميعنا مواطنون على درجة واحدة من المواطنة"، وينبه الكاتب إلى ضرورة نبذ العنصرية بيننا والاعتزاز بالمواطنة، فكلنا أبناء وطن واحد، يقول الكاتب: "المواطنة ليست حسباً ولا نسباً وإنما هوية وانتماء وولاء، وارتباط الإنسان بالتراب لا يحدده التاريخ وإنما الانتماء".