إذا انقطعت عنك الكهرباء مرات عدة خلال شهر رمضان في درجة حرارة تقارب ال 50 درجة مئوية وأنت صايم فلا تفكر في شكوى شركة الكهرباء إلا إذا كان معك يوسف الأحمد، وإذا كنت صحافياً واتصل بك عشرات من المواطنين وهم يلهثون من الحر ويفكرون في مخرج لهم كالحديث للصحافة ونقل شكواهم بالخبر والصورة، فلا ترد عليهم ولا تذهب معهم عند شركة الكهرباء وتصورهم وتنشر الخبر في جريدتك، إلا إذا كان معكم يوسف الأحمد، لأن يوسف الأحمد خبير المتجمهرين وشيخ المحتسبين هو الوحيد حتى اليوم الذي أمكن له أن يقود حركات الاحتساب إلى خط الأمان ومن دون عواقب، فهو يعرف كيف يكسب تعاطف مدراء العلاقات العامة من الصحويين الذين يجعلون كل من يختلف معك عميلاً تغريبياً أو ليبرالياً، ويحظى بصداقة بعض ممن يروجون عنه بأن كل ما تنشره الصحافة عن الخبر هو كذب ومن باب القيل والقال. إن لم يصحبك يوسف الأحمد في شكوى أحد المرافق العامة ستجد نفسك في «ورطة» ربما سينتج عنها حكماً قضائياً بالسجن شهرين والجلد خمسين جلدة، هذا ما أكدته قصة الصحافي الزميل فهد الجخيدب في مركز قبه التابع لمحافظة الأسياح، الذي حاول أن يسهم مع مواطنين صائمين في التصدي لمعاناة انقطاع الكهرباء حتى في شهر رمضان، وعلى رغم أن زميلنا الصحافي نجح في أن ينقل هذه المعاناة للمسؤولين في الكهرباء الذين تجاوبوا بتزويد شركة الكهرباء بسبع مولدات، إلا أن الشرطة كان لها رأي آخر فقد رأت أن الصائم الذي يشكو انقطاع الكهرباء والحر هو مثير للشغب ورفعت أمره لقاضي قبه. قاضي قبه ذلك الحين أي قبل عامين رأى أن شكوى الصائمين من انقطاع الكهرباء والحر وتجمهرهم عند شركة الكهرباء أبسط من تجمهر يوسف الأحمد ومن معه عند مكتب وزير التربية فتجاهل القضية، بعد عامين ذهب القاضي الحكيم وجاء قاضي آخر بلغ من شدة سرعته في حسم القضايا أو ربما من الفراغ أن عاد للنظر في قضايا ما قبل عامين وبحسب منهج لاتؤجل عمل قبل عامين للعام الذي يليه استدعى الصحافي، وحكم عليه بعشر جلدات ثم أخذت تزيد كلما راجع الصحافي القاضي فيها حتي وصلت 50 جلدة وشهرين سجن. الأسئلة في هذا الواقع كثيرة وهي أين هيئة الصحافيين تظن نفسها عمارة سكنية لا تنظر إلا في شكوى المستأجرين الذين يدفعون الإيجار؟، أليست هناك قضية أسمها قيم المهنة؟، ثانيا ً: هل القاضي يستند على نظام جزائي أم أن هذا النظام راجع لردة فعل (الزبون)؟ والسؤال الأخير والذي هو رجاء أكثر منه سؤالاً هو لماذا لا يفتح لنا يوسف الأحمد دورات احتسابية تعلم الصحافيين كيفية النجاة من الجلد والسجن؟ أم أن البعض عنده واسطة والباقين من فئة بدون؟.